آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-09:52ص

فنّ التأسُّف والاعتذار !!

الأربعاء - 14 أغسطس 2024 - الساعة 08:00 م
مشتاق عبدالرزاق

بقلم: مشتاق عبدالرزاق
- ارشيف الكاتب




مشتاق عبدالرزاق

▪️تنتشر ظاهرةعدم الرغبة والعدول عن التأسُّف والاعتذارلدى عامةالناس، حيث يعمدالكثيرون إلى إبراز أسفهم - إن كان لا بُدّ من ذاك - بطُرق غير مباشرة كالتحدّث بلُطف إلى مَن وَقَعَ الخطأ عليه، أو منحهِ هدية بُغية استرضائه، أو فعل ما يودّ أو يرغب فيه، من دون أن يمتلك الجرأة لقول كلمة "آسف"!!
▪️ووفقاً لأطباء وعُلماء نفسانيين، فإن هناك عوامل نفسية واجتماعية لتغيير هذه الظاهرة .. ما رأيكم - أعزائي القراء الكرام - أن نتطرق إلى بعضها :-
🔹يشعر البعض أن الاعتراف بالخطأ يحط من القدر الذاتي ويُنقص من الاحترام للنفس.
🔹يشعر البعض الآخر أن الاعتراف بالخطأيفتح المجال للمحاسبة الذاتية تجاه تصرّفات كثيرة مُشابهة حدثت في فترات سابقة.
🔹نفر ثالث يرى أن التأسف والاعتذار لا داعي لهما، لأن الأخطاء السابقة سوف تستمر ، لتأصُّلها في العادة الشخصية، وبالتالي سوف تستمر المطالبة من قِبل الآخرين بالتأسف والاعتذار في كل مرة.
🔹فريق رابع لا يحب التأسف والاعتذار ، لأنه قد يُوهم نفسه بأنه قد يكون على حق،فلماذا يُكلّف نفسه عناء التأسف والاعتذار؟!
🔹فيما يخشى آخرون من التأسف والاعتذار حتى لا يتلقوا " لكمات" تأنيبية و "كلمات " جارحة بعيدة كل البُعد عن الآداب العامة والأعراف!!
▪️لقد حثّ ديننا الإسلامي الحنيف على التأسف والاعتذار عند ارتكاب الأخطاء.. قال جلّ عُلاه في مُحكم التنزيل: (قال لا تؤاخذني بما نسيت، ولا ترهقني من أمري عُسرا ).. الآية 73 من سورة الكهف.
▪️قبل سنوات ليست ببعيدة أجرت جامعة "ميتشجن" بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة متميزة، حيث تبيّنَ أن (الاعتذار له فوائد طبية كتخفيض مستوى الإجهاد، بينما تجنّب الاعتذار يجعل العلاقات أكثر تعقيداً ويبوح بصورة سلبية عن ذات الشخص)!!
▪️أجل .. يلعب التأسف والاعتذار دوراً تعريفياَ بثقافة الخطأ والصواب، المقبول عُرفاً، والمفروض والمُستهجن والمُستحب .. كما يخلق التأسف والاعتذار في المجتمع ثقافة واقعية حقيقية متواضعة تحدّ من الأنانية والغرور وفقدان الوعي بالذات، وبالتالي تحدّ من ارتكاب أخطاء كبرى فادحة .. يا رب سترك وغفرانك.
▪️ختاماً .. هناك مَثََل ياباني شهير قِيل منذُ آلاف السنين: (يستحيل الوقوف في هذا العالم دون الانحناء أحياناً)!! والسلام ختام.

*فاصلة أخيرة*
كل أوجاع الحياة تمحوها هذه الآية: (عسى أن تكرهوا شيئاَ، ويجعل الله فيه خيراً كثبراَ)..فما أجمل أن نرضى بالأقدار ونبتسم!!