آخر تحديث :الأحد-10 نوفمبر 2024-11:37م

الطريق إلى النهدين

الخميس - 08 أغسطس 2024 - الساعة 04:41 م
عبد الخالق عطشان

بقلم: عبد الخالق عطشان
- ارشيف الكاتب


يحسبُ كثير من الناس ان الصف الجمهوري لم تتناثر حباته وتتمزق اوصاله وتتنازع مكوناته إلا بعد نكبة 21سبتمبر الإمامية الحوثرانية المسنودة بالجهود الأممية والإقليمية والدولية وهذا ظن قاصرٌ إن لم يكن زعما خاطئا، لقد دب التتازع بين إخوة الصف الجمهوري في الفترة القريبة لثورة26سبتمبر بيد أن التنازع ازدادت حدته حين التدخلات الخارجية والتي كان يجمعها الأطماع والسيطرة والنفوذ على القرار السياسي.

شهد الصف الجمهوري حالات من الإستواء والإنسجام في فترات وأحداث متقطعة وفي فترات محدودة ولايكاد يستوي في أمر بعينه حتى يعود للإعوجاج مرة أخرى، ولسنا بصدد تبيين تلك الوقائع بقدر مانحن بصدد التوضيح بأن الصف الجمهوري يشمل تنوعا سياسيا وإجتماعيا وفكريا ونخبويا واضح المعالم معلوم الدعم والإنتماء.

هناك  أحداثٌ مصيرية وقضايا جوهرية استقام فيها  الصف الجمهوري واتحدت قواه لكن بعضا من المكونات السياسية وغيرها لم تكن في هذا الصف وتخلفت عنه ومع ذلك تشكل صف جمهوري فاعل ومؤثر وقوي وحقق الغاية والهدف ولاعزاء للمتخلفين.

ما أشبه ليلتنا بالبارحة،الكل يدعو لتوحيد الصف الجمهوري وصدى تلك الدعوات تملأ مابين الساحل و والصحراء و الداخل والخارج ولكن لا أثر لها سوى بيانات لمعظم المكونات واناشيد وزوامل للمؤتمين خلف قادة الصف الجمهوري.

إن الظرفية الحرجة التي تمر بها الجمهورية تحتاج إلى إرادات وطنية قوية وصلبه لاتعرف التقهقر ولاترضى غير التقدم بديلا و قيادات لاتبعية ولا ارتهان لها إلا لهذا الشعب الباحث عن آماله بين ركام من آلام اشتركت فيها قوى سلالية مستبدة ونخبة حاكمة ومعارضة تتوافق حينا وتنافق في أحايين كثيرة.

نحن امام خطر توحدت معه وله كل الصفوف المعوجة ووجهتها (الولاية والبطنين) ومانحتاجه هو صف جمهوري وطني متماسك متعاضد ذاق معترك الكفاح والنضال واجترح التضحيات وِجهتُه (الجمهورية والنهدين) لاهم له ولاهِمة إلا استعادة الدولة ومحاسبة كل متسبب باسقاطها واستباحة شعبها.

إن الإنتظار والتأكيد على ان وحدة الصف لن تكون إلا بكل مكوناته الجمهورية مدعاة لدوام الإعوجاج والتمزق ومنح فرص التماسك للعدو، وإن وضع الآمال في وحدة صف بكل المكونات وبالذات التي تدفع من الخارج لقيادة الصف ومازالت تتجاهل عدو الجمهورية وتتحاشى الجهر والإسرار باسمه وإرهابه فإنما ذلك فصل جديد من فصول التنازع وشكل من أشكال الإرتهان والتبعية وتكريسٌ للاستبداد وتبديدٌ لجهود الوحدة والإصطفاف.