آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


لابد من إعادة الحِشْمة لعدن .

الجمعة - 19 يوليه 2024 - الساعة 04:38 م

احمد محمود السلامي
بقلم: احمد محمود السلامي
- ارشيف الكاتب



أحمد محمود السلَامي
الحِشْمة كلمة اختفت من قاموس سلوكنا اليومي ، فعلاً ومضموناً ، كلمة مفرداتها : الأدب ، الحياء ، والعفة والتهذيب ، التقدير .. كلمة استبدلها الكثيرون من الناس بالوقاحة والبلطجة والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا ، في مدينة السلام والتعايش السلمي وتعدد الثقافات .. أيقونة الزمان مدينة عدن .
صحيح الحروب تولد في المجتمعات أنماط سلبية من السلوكيات تتغير معها حتى اللهجات والقيم والاخلاق وغالبا يكون التغيير أو التبديل سلبي لا يخدم المجتمع ويكون مفروض لا محالة منه على المجتمع في ظل غياب هيبة وسيادة الدولة على أراضيها ، ولكن هذا لا يعني اننا نسكت ونستسلم للواقع المؤلم ، ونعيش حالة متقدمة من الإحباط واليأس وننتظر من يأتي وينتشلنا ، هذا مستحيل وتاريخ الشعوب يشهد على ذلك .
المفروض اننا قدر المستطاع نحافظ على ما تبقى من القيم والسلوك والتوازن الأخلاقي ، ويأتي ذلك من خلال تعزيز التفاعل الإيجابي للأفراد والمنظمات للقيام بالعمل لمصلحة المجتمع ككل والتحلي بروح المسؤولية المجتمعية التي تعتبر كل شيء عام هو ملك للمجتمع ومسئولية كل فرد من أفراد المجتمع الحفاظ عليه في إطار المكان الذي يعيش فيه من حيث الالتزام بعدم التفريط بالحق العام وخاصة حق التعليم للتلاميذ والطلاب وعدم بث روح الكراهية والمناطقية او التخريب للملكية العامة ، والحفاظ على كل ما هو جميل ومفيد في حياتنا .
على المثقفين والكتَاب والصحفيين الوطنيين والعقلاء وصنَاع والمحتوى والغيورين على هوية هذه المدينة المنكوبة ، تقع مهمة إعادة الحِشْمة والتقدير والاحترام لعدن بشكل سلمي وتنويري بعيداً عن الشحن والتحريض والعنف ، وهي في الحقيقة مهمة صعبة ، بعكس مهمة إعادة البناء والإعمار وإعادة النظام والقانون التي تتطلب إلى قرار سياسي وأموال وحزم في التنفيذ . أما استعادة الهوية والقيم والأخلاق فهي عملية صعبة ومعقدة مرتبطة بالاقتصاد والتنمية وتحتاج لوقت كبير وصبر طويل وتكاتف كل فئات المجتمع لتحقيقها ، بعيدا عن المصالح الضيقة والمفاهيم العقيمة التي تجاوزتها الأحداثُ وصارت متخلِّفًة لا تسهم في حل المشاكل بل تعقدها أكثر كلما اختل توازن المجتمع بسبب الحروب والأزمات السياسية .