آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:23م

أوروبا مضطربة.. وملامح النتائج باريس!

الإثنين - 08 يوليه 2024 - الساعة 12:22 م
عبدالله عمر باوزير

بقلم: عبدالله عمر باوزير
- ارشيف الكاتب


باريس قلب أوروبا وعقلها المنافس لبرلين بعد مغادرة لندن الإتحاد الأوروبي .. للإتحاد الأوروبي اختارت اليمين الوطني-الفاشستي، في رسالة رفض لسياسات مكرون و بقية حكومات القارة العجوز.. كما سماها كيسنجر في زمانه ورددها ترامب إبان رئاسته لامريكا ، التي دفعت باريس وبرلين إلى التفكير في بناء قوة عسكرية خارج (الناتو) ..أظن أن حرب اوكرانيا لم تقضي على الفكرة كما يظن الأمريكان، بل عززتها لدى أوروبا الوطنية ،التي يحاول اليسار إعاقة قدوم يمينها الوطني من خلال تحالف فصائله في الانتخابات التشريعية-الأحد 7يوليو 2024 ، التي افضت نتائجها إلى خسارة حزب مكرون حقه في تشكيل الحكومة ولم تمكن اليمين منها.. وبالتالي فقد تلبسه لدور ديغول أو ميتران.. فهو لا يستند لتاريخ أي منهما ، لذا لم يكسب يمين الوسط وخسر قوى اليسار.. ومع ذلك لن يكسب التجمع اليميني المتطرف ، لذي لم يفقد قدرته على توسيع دائرة قواعده للفوز بالانتخابات الرئاسية و النيابية القادمة، من خلال تناقضات حكومة اليسار القادمة -والتي ستتيح بتبعيتها للديمقراطيين الأمريكان الفرص التي تتطلع إليها "ماريا لوبان" فأوربا العجوز عازمة على استعادة شبابها، لا من خلال ماضيها الوطني فحسب -و لكن به مع التجديد و المعاصرة في عالم مختلف ومتعد الاقطاب.. وكما قال الجنرال ديغول عام 1968 فرنسا فتاة لعوب ملت حضن الشيخ العجوز.. قرأتي تقول كبرت أوربا و لم تعد قابلة بحضن - الكاوبوي الامريكي.. وما قدوم فصائل اليسار إلا تعبيدا لعربة اليمين إلى الاليزيه.

اليوم وأنا اتابع الانتخابات الفرنسية تذكرت اشتراطات الجنرال ديغول و مطالبته "بنعم لبرنامجه الاستقلالي" لفرنسا قائدة "خارج الناتو والهيمنة الامريكية.. و لكن الشعب الفرنسي لم يتقبل من بطله ذلك و قال لا، ليقابله ديغول بتلك العبارة الشهيرة : �فرنسا فتاة لعوب ملت حضن العجوز�، وسلم الرئاسة للمسيو بمبيدوا ليستمر اليمين الجمهوري في الحكم.. و الذي فقد مواقعه التي تقلصت نيابيا بعد تظاهرات الشباب الفرنسي 1968م التي غيرت ثقافة شباب أوروبا و بالتالي الغرب برمته.. ومهدت الطريق امام الاشتراكيين بقيادة العجوز ميتران الذي اضطر للقبول بعودة الديغوليون إلى الحكم - كشركاء، ومن ثم للرئاسة بزعامة شيراك.. لكن اليوم و في ظل هذا الاضطراب و الحيرة و التأثير مقاطعة روسيا لن تاتي إلا لوبان لانقاذ كبرياء فرنسا ديغول ..لننتظر الوطنية أو النازية الالمانية خلال ما تبقى من هذا العقد- المضطرب.