▪︎ في تقديري أن الأزمة اليمنية لم تعد مجرد أزمة سياسية .. ولا صراع شرعية دستورية مع انقلاب ، ولا رفضا لمد فارسي على اليمن من خلال أنصار الله المدعومون بقوة "صربو مناطقية- اجتماعية" متحالفة و مراهنة على التطلعات الايرانية، للهيمنة على أهم جغرافيا استراتيجية ، متحكمة في أهم الممرات البحرية في جنوب غرب الجزيرة العربية- وهذا واضح في المدى المنظور- استعدادا لفرض حضورها كقوة فوق إقليمية في النظام الدولي القادم، الذي لا تزال ملامحه باهتة و ان بداءت فارضة؛ في ظل صراع و تناطح القوى الكبرى اليوم.. والتي لا بد وان تنتهي بيالطا جديدة ، فاستمرارية الصراع مرهق لاطرافه.. أكان في اوكرانيا أو اليمن فضلا عن فلسطين و جنوب شرق آسيا.. أوروبا اليوم تتململ ،و ما صعود اليمين في اوروبا و الغرب منها إلا مؤشر على ذلك، وأمريكا تنتظر نوفمبر القادم .
▪︎▪︎في مطلع العقد الاخير من القرن المنصرم.. شهد العالم حروب وازمات .. الحرب الإيرانية-العراقية، غزو العراق-الكويت، صراعات التيارات الاسلاموية في الشيشان و في البسنا و الهرسك-لتنفجر صراعات البلقان من جديد و تدفع بالقوى الدولية و المساندة للاثنيات العرقية و المذهبية (كاثوليك، بروستان؛ ارثوذيكس ، مسلمين) ام معارضة لها ، إلى البحث عن حلول.. في ظل عجز الاتحاد السوفيتي الآل إلى الانهيار ، مما سهل لدول �حلف وأرسلو� التطلع الى الانعتاق و الاستقلال ، مستغلة صراع القوي الكبرى ،و متطلعة الى الاتحاد الاوروبي، و بالتالي حلف الاطلسي الـ (ناتو) الا أوكرانيا التي لم تسارع إلى ذلك يومها و لم تنشغل بها أمريكا بقدر انشغالها بتداعيات الاتحاد السوفيتي، و التفرد بقيادة نظام دولي جديد.. من وخلال حل موروثات البلقان .. الذي تمثل في تقسيم يوغسلافيا إلى مجموعة دول ، وفرضه رغم مقاومة الصرب- بقوة �النيتو� ، إلى حد اعتقال �كارديتش� و محاكمته دوليا كمجرم حرب .. فكان التقسيم في ظل انشغال السلاف الروس بالحفاظ على روسيا-المنهكة.. نجح التقسيم، وها نحن اليوم نشاهد أربع دول من يوغسلافيا الزعيم :جوزيف بروز تيتوا تنافس في كأس أوروبا لكرة القدم 2024.. بعد رحيل ذلك الزعيم الذي لم يستسلم لارادة السوفيت و لا الامريكان..و حاول تغير النظام الغنائي القطبية إلى ثلاثي القطبية من خلال دول عدم الانحياز.
▪︎▪︎ أظن أنه لن يخالفني عاقل.. ولن ينكر علي سياسي اذا ما قلت ان اليمن جزء من صراع القوى الإقليمية و الدولية،و أن موروثاته الاجتماعية و الثقافية -المناطقية و القبلية غير منسجمة فضلا عن التاريخية.. وانها ستظل أداة لأي قوة تبحث عن نفوذ أو استخدام لليمن في مشاريعها القادمة في هذه المنطقة الجيواستراتيجية -لمصالح اقطاب النظام الدولي- القادم .. وحتى لا يفرض علينا التقسيم علينا مواجهة واقعنا التاريخي و ما افضت إليه حرب الشرعية مع الانقلاب و الصراعات البينية-الشرع حزبية.. واظننا لن نجد حلا في غير العودة إلى ما قبل 1967 .. وربما قبل مطلع القرن الماضي..فهل لدينا الشجاعة اقليميا و يمنيا.. لكي نشاهد حضرموت و عدن و تعز و همدان و تهامة في كأس الخليج .. أو اتحاد كمفدرالي للجزيرة العربية ..مجرد تساؤلات قبل ما هو أبعد؟!