آخر تحديث :الأربعاء-03 يوليه 2024-02:20م

يوليو شهر مصري

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 02:03 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




من خلال التفاف ثوري على الملكية في مصر تمكن الثوار الاحرار في الجيش المصري من اسقاط النظام الملكي بزعامة الملك فاروق  وإقامة النظام الجمهوري في 1952/6/23 هذا التاريخ الذي شكل ملامح الدولة المصرية الحديثة  والذي كان للضباط الاحرار في الجيش المصري الدور الكبير وعلى اثر السقوط المدوي للنظام الملكي قامت الجمهورية وأُعلن محمد نجيب اول رئيس للجمهورية المصرية المستقلة والى جانبه مجموعة من الضباط الذين أشعلوا الثورة  الزعيم جمال عبد الناصر وأنور السادات الذي كان في وقتها اعلامي الثورة لكن سرعان ما دب الخلاف حول شكل الدولة عندما بدأ  نجيب اعلان رغبته في تسليم الدولة للمدنيين فلم تكن رغبته توافق كثير من الضباط الذين أشعلوا الثورة فتم الالتفاف عليه وقيام ثورة مضادة لأفكاره  واعتقاله ووضعه تحت الاقامة الجبرية في احد القصور الملكية حتى وفاته عقابا على رغبته في الانتقال بالسلطة من الطور العسكري وانهاء الهيمنة العسكرية الى الطور المدني واعطاء الفرصة لسلطة مدنية مختارة لقيادة البلاد ولم تنجو مصر من الهيمنة العسكرية والسلطة الأبوية القسرية  التي تمارسها القوات المسلحة على نظام الحكم  في مصر فكلما سنحت الفرصة لتغير شكل الهيمنة على السلطة في مصر انطلق المارد العسكري ليعيد الاوضاع الى مستواها.
فبعد الانتخابات التي افرزت وصول محمد مرسي كاول رئيس منتخب بعد ثورة الربيع المصرية التي اطاحت بنظام مبارك العسكري سرعان ما ينطلق المارد المسلح ليحبط الارادة الشعبية التي اختارت رئيس مدني  يقف    على نظام الحكم بغض النظر عن الانتماء السياسي والحزبي و الديني طالما العملية الانتخابية جرت وفق المعايير والقوانين الصحيحة المتبعة بعيدا عن أية إجراءات تحتمل التزوير أو المغالطات وهذا ما رافق الانتخابات المصرية حينها وبهذا  يكون بداية جديدة لشكل حكم جديد في مصر فتكون النهاية المتقاربة لنهاية العمليات المدنية فتحاك المؤامرات ويتحرك المارد المسلح ليزرع الفتن  ويقاد محمد مرسي الى السجون لتنتهي الحكاية كما  بدأت بالانقضاض على الشكل المدني والعودة للهيمنة العسكرية فما أشبه يولي1952  بيوليو، 2013 من حيث سيطرة الجيش على السلطة واستماتته من اجل بقاء نظام الحكم العسكري بعيدا عن القالب المدني لشكل الحكم الذي اصبح هاجس المصريين منذ قيام ثورة يوليو الكبرى إلى اليوم. 
عصام مريسي