آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:29ص

شبوة ترحب بالجميع

السبت - 22 يونيو 2024 - الساعة 07:42 م
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


سيرى الجمهور الكريم بعد ايام، عودة التيار الكهربائي لمحافظة شبوة، بمناسبة شعار شبوة ترحب بالجميع، لتبتهج قبيلة الكرفتات بضيوفها القادمين. في عرس بهيج سيتم فيه الإعلان عن ملامح المرحلة القادمة. عندما تستحوذ هياكل الاجتماعية بعينها في المجتمعات القبلية على تشكيل السلطة وتضع عنوان المرحلة القادمة، فان القادم حتما ستكون دولة قبلية ، ان فلسفة استبداد القبيلة تتناول كيفية تسلق هذا الشكل البدائي كما يرى الفلاسفة، كيف أن القيم والتقاليد القبلية يمكن أن تدعم أو تبرر او تؤسس نظامًا استبداديًا، الشعور القوي بالتضامن بين الأفراد القبليين يمكن أن يعزز من سيطرة او استقرار السلطة القبلية. لان الأفراد الموالين لها يدعمون بعضهم البعض ضد التهديد (الدولة الحديثة) لتحقيق طموحاتهم، وبذلك يحققون دعم القادة القبليين المستبدين. وبالذات عندما يتعلق الامر بالاستحواذ على الموارد المهمة مثل النفط والغاز، يمكن أن يمنح الزعماء القبليين قوة اقتصادية كبيرة تُمكنهم من السيطرة على الأفراد، ثم صناعة دولة يقودونها بطريقتهم الخاص تحت أي شعارات ثورية.
ولان الامر في الجانب الآخر يتعلق ببناء مؤسسات دولة عصرية لا تمت بصلة للنظام القبلي البدائي الذي اصبحنا منه على بعد قرون، لكن ناقوس الخطر من تسلق القبيلة لأسوار حضرموت وارد وإذا حدث سيعيد حضرموت الى المربع الاول ، ولذلك فان العمل المنظم أيضا يستدعي قبل كل شي وضع استراتيجيات لتعزيز الهوية الثقافية والنهج المدني في المؤسسات المحلية على الحدود الفاصلة بين حضرموت وشبوة لصالح قيام نظام الحكم الذاتي يبعد بحضرموت عن ثقافة القبيلة التي يروج لها جنوب اليمن من جديد، ستحظى قبيلة الكرفات بتصفيق حار الأسبوع القادم في عتق. تحت عنوان، القبيلة هي الجنوب من عقر برلمان الجنوب. القادمون الى برلمان الجنوب في شبوة سعدا انهم وجدوا عصا غليظة لكل متمرد، ويعتقدون انهم بها سيمنعون دولة حضرموت من رسم حدودها عند ميفعة.
عندما تراست القبيلة البرلمان في سنحان، استطاعت ان تصنع دولة لكن في قالب قبلي فأصبح الثوار ينحرون الثيران على أبواب مجلس النواب ليصفح القادة القبليين عنهم،
لا اعرف بالضبط كيف سيكون شعور الصامتون في الصفوف الخلفية من قاعة الحفلة، لكن في كل الأحوال يملكون حق التصفيق، إلى ان يأتي اليوم الذي يقولون فيه، بكل اسف لم يخبروننا ان عبد الفتاح كان شماليا. لكن القادمون هذه المرة، يرون البحر من ورائهم والعدو من امامهم، ويبحثون عن وطن في مكان اخر لكن بكل تأكيد لن يكون حضرموت لانه من هنا عند حدودها الغربية في ميفعة تنتهي القبيلة الاستبدادية، وفي الجانب الاخر تظل الحالة، مشهد قبلي متخلف بامتياز، وحالة يرثا لها، وارث ثقيل مشبع بثقافة القبيلة العنصرية، وهو ارث خليط من الفوضى وعنجهية القبيلة، رسخ ثقافة هيمنة فئة. واحدة، وثقافة بدائية واحدة، وارث سلوكي سلبي بات من الصعوبة بمكان تغييره، ولذلك يستحال معه قيام مجتمع مدني في هذه المنطقة، وما تلك الكرفتات الا لتوثيق حالة مغايرة. لكن ذلك سيكون مشهدا صادما لشعب يرزح فقرا تحت خط الكرفات الاحمر في زمن الجوع.
انها حفلة تجسد الاستغلال الامثل لحالة الفوضى، واللا دولة وضعف المثقفين او فشلهم، لتحقيق مكاسب شخصية استبدادية أو لتعزيز مركز تفاوضية للمشاركة في اقتسام غنائم المراحل القادمة وتحقيق مكاسب شخصية لمؤيديها ايضا على حساب العامة.