آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-01:00م

زيارة مفاجئة الى باتيس أبين بوفاة صديقي وجاري صالح مقبل سلام الردفاني عشية العيد ورسالة إلى م. معين الماس

الأربعاء - 10 أبريل 2024 - الساعة 01:40 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب




في الساعة الثانية والنصف من عصر أمس الثلاثاء وصلني خبر محزن ومؤلم غلب علي الدنيا وغير تفكيري وبرنامجي في آخر يوم من الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك والاستعداد لعيد الفطر المبارك. وفاة صديقي وجاري وأخي الذي لم تلده امي صالح مقبل سلام الردفاني الرجل الاستثناء في الطيبة والمجورة طوال زهاء أربعة عقود من الزمن هو وأسرته وإخوانه والذي ارى فيه من أنبل وأنقى من عرفتهم في هذه الحياة العابرة.
عموماً كان فقيدنا الغالي ابو محمد يعاني من القلب وعمل قسطرة قبل سنوات وهذا المرض وراثي لهذه الأسرة الكريمة فقد خطف الموت منهم ثلاثة وتوفى نجله واخيه في حادثين منفصلين..
مات العزيز صالح وهو راقد في المعسكر بحبيل برق ٣كم من مدينة باتيس بعد أن استلم راتبه خلد للنوم وحين اذان الظهر استغرب زملائه أنه لم يستيقظ وهو اول من يؤدي فروض الله ، ذهبوا ينادونه ودون حركة. وجدوه جثة هامدة سلم روحه إلى باريه . فنقلوه إلى منزله الذي غادره يمشي على قدميه وهو يبتسم كعادته في اشد الأوقات..
شخصياً نهضت من على فراشي وبسرعة تجهزنا وأسرتي وانطلقنا إلى باتيس ووصلنا لحظة اذان المغرب والناس تتناول الفطور بجوار منزل المرحوم ومنزلي ، وبعد ذلك اتجهت إلى جثمانه لالقاء النظرة الأخيرة عليه . والحمد لله شاركت في تشييع جثمانه الطاهر إلى مقبرة المدينة وعدت إلى مجلس العزاء. وطوال خمس ساعات التقيت الأهل والأصدقاء والاحبة الذي باعد بينا الزمن والعمل ومعاناة الحياة. ورغم الحزن الشديد الذي خيم على جموع الحاضرين لكن الإيمان بالله كان العنوان فكل نفس ذائقة الموت .
سعدت بلقائي باخواني وأولادهم الذين كانوا متواجدين محمد والدكتور ناصر مقراط والأصدقاء الاعزاء اعضاء منتدى الفقيد وديع مقراط محمد صالح الرهوي والشيخ صلاح اليزيدي وجلال غالب الرهوي وعلوي دلوة والعميد علي محمد الزيدي والعقيد صالح بدر ونائف ابو نواف ونائف السنيدي واخرين لاتستحضرني الذاكرة لاسماؤهم
لكن بالمقابل كنت افكر بين لحظة وأخرى في معاناة العودة في خط طريق أكثر من خراب من باتيس إلى زنجبار. هذه الطريق يطلق عليها طريق الموت لكثرة الحوادث والضحايا من سائقي السيارات والمركبات والدراجات النارية والركاب. الاسفلت فيها مجرد رائحة ذكريات مئات الحفريات ومقاطع ترابية ويتخايل المرء أنه ليس في خط باتيس وجعار الحصن والى عاصمة محافظة زنجبار بل في قرى نائية شديدة العزلة والتخلف التنموي والحرمان.
حسناً .. أهلكت سيارات الناس أن لم يتعرضون لحوادث . كتبت عن هذا الخط كثيرا منادياً تدخل المؤسسة العامة لصيانة الطرق ومديرها التنفيذي الناجح م. معين الماس .لكن الزمن يمر دون أي تحرك أو بصيص أمل ،
مجددا اتمنى أن يقرأ الاخ العزيز الباش مهندس معين وان يتحرك المحافظ اللواء ابوبكر حسين للضغط بكل الوسائل لإنهاء معاناة لم تنتهي بعد .
علماً ان الخط تمر عليه شاحنات اسمنت مصنع الوحدة باتيس وشاحنات نقل الموز وغيرها من المنتجات والثروات التي تتميز بها مناطق الطريق.. الحمدلله وصلت عدن مع الساعات الأولى لفجر اليوم الأربعاء مع أسرتي بسلامة الله وحفظه وفتحت جوالي ووجدت الآلاف من الرسائل عبر الواتساب والنصية والاتصالات التي لم اجيب عليها بسبب وفاة الغالي العزيز صالح مقبل سلام الردفاني رحمة الله تغشاه الذي كان مبعث الانس والاطمئنان بالنسبة لي وعامة أبناء منطقة باتيس وما جاورها لتميزه بعلاقات صادقة وتحمله من الصبر مايفوق صبر ايوب.. الحمدلله على كل حال وعيد مبارك والجميع بالف خير سلااااااااااام