آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-06:19م

الإقامة الجبرية في المشافي الخاصة بعدن !

الإثنين - 08 أبريل 2024 - الساعة 06:41 م

الخضر البرهمي
بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب




إنها أزمة أخلاقية تعيشها معظم المستشفيات الخاصة في عدن اليوم ، فإذا كان الأطباء لايتصدّون لظروف الناس المساكين في هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها فلماذا نتشدق ونلوم الرئيس ؟ لارحمة في ملائكة الرحمة إلا من رحم ربي !

تعرض قبل ثلاثة أيام زميل لي لذبحة صدرية ، وبعد تعذر عدد من المشافي الحكومية في العاصمة عدن من قبول حالته ، أضطر مكره ومسيّر ليس مخيّر بإن يرقد في مستشفى خاص الذي نكبه نكيب فزميلي هذا من عائلة المحراث فلاح لايقوى على شيء ، ولولا فضل من الله ثم من الخيّرين لظل تحت الإقامة الجبرية ورهين ذلك السجن المؤلم الذي سجن كثير من الناس !

ماذا يفعل الإنسان عندما يجد نفسه في العراء مرمي بلاغطاء من وطن أو من أسرة لاتستطيع القيام بإبسط حقوقه وهو العلاج ، ماذا يفعل حين يعيش مطارداً بلا بيت او سقف أو رغيف خبز أو صنبور مياه ؟

القصة تتكرر مع كل أبناء هذا الوطن ، فلماذا لم تعمد الدولة إلى تحسين معايش الناس ووضع مخرجات صحية تتناسب مع أحوال الكادحين والبؤساء الذين ماتوا وهم أحياء ، خانتهم ظروفهم خدعتهم قلوبهم وهم أصحاء خوفاً من الذل الذي قد يلحق بهم فالقلب يخدع أحياناً !

رجال صناديد شرفاء أقوياء جعلتهم الحياة بغبارها العفن كالنساء ، ذلتهم المعيشة قهرتهم الحاجة مزقتهم الظروف ، يعيشون بكبرياء يضعفهم المرض والعوز وشظف العيش ، فهذا هو الإرهاب الحقيقي الذي نخافه وتفتجع منه القلوب !

عند هذا الحد أصبح المواطن في نظر دولتنا ونظامها كالشاة التي سلخها الجزار ، لا له قيمة ولا كرامة ، عموماً نجا زميلي من الموت ومن الإقامة الجبرية ، ومن ذلك القماش الأبيض الموحش !