آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

ادوات الظلمة أشد فتكاً من الظلمة.!!

الخميس - 04 أبريل 2024 - الساعة 04:02 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


لكل ظالم ادوات رخيصة يستخدمهم كايادي قذرة لممارسة الظلم نيابةً عنه..
ولولا تلك الادوات لما استطاع الظالم ان يظلم..
والناس لا ينتبهون للادوات انها هي السبب الرئيس للظلم ولكنهم يذمون المسئول الظالم ويحملونه وحده وزر الجرائم بحق الوطن والمواطن..

والحقيقة ان المسئول لا يستطيع ان يظلم الناس لولا تلك الادوات الرخيصة (الجنود.)
فالجندي هو المجرم الحقيقي لانه المنفذ الفعلي وما المسئول إلا آمـر.

قال تعالى: (ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) .القصص8

اذن المسئول والجندي في درجة واحدة من الظلم ان لم يكن الجندي هو الأكثر ظلماً لانه هو من ينفذ المظالم بيديه على الناس.

في فتنة خلق القرآن جاء الجلاد الى الامام احمد بن حنبل فقال يا امام: انا جندي مأمور فهل انا من اعوان الظلمة؟!
قال: لا فاعوان الظلمة هم من يصنعون لهم الطعام ويخيطون لهم الملابس، اما انت فمن الظلمة انفسهم لانك اداة التنفيذ لظلمهم..

انت الذي جلدتني وليس الحاكم وانت الذي شتمتني في ديني وألهبت ظهري بالسياط وليس الحاكم .. انت من ظلمني وليس الحاكم ولولاك لما تعرضت انا وغيري للظلم.

وهكذا نرى ان الجنود مجرمون وهم من يفرضون ظلم الظالم وينفذونه بايديهم ..
انهم ابالسة الانس كما قال الزبيري:( والعسكري بليد للاذى فطن..كان إبليس بالطغيان رباه).

في سورة القصص قال تعالى:( واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون
فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين40)

كنا نظن ان الجندي، مسكين ومغلوب على أمره وينفذ التعليمات غصب عنه.. لكن الواقع ان الجندي مستكبر وعائش الدور..
وهو من يتفناً في التعذيب في اوطاننا العربية والمسلمة.

الجندي المغفل هو المجرم الحقيقي مثله مثل الرئيس في الظلم كواحد من الفجرة الفسقة الذين يظلمون الناس ويزهقون الارواح ظلماً ويقتلون حلم الشباب ويقتلون حلم التغيير ويفسدون الحاضر ويريدون افساد المستقيل ايضاً من خلال تطبيق ثقافة الحاكم لا يُسئل عما يفعل وهم يُسألون.
قال تعالى عن فرعون في سورة القصص:
( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين..
وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون 41
وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين 52)

لا احد يظن ان الجندي مسكين لااااا.
بل هو يد الظالم الذي، يبطش بها.

احدهم سأل الامام بشر الحافي: يا امام انا اخيط الثياب للظالمين ( درزي) وانا خائف ان اكون من الذين قال فيهم ربنا ( ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) هل انا ركنت الى الظالمين؟!
اجابه الامام بشر: الذي يبيع لك الخيط هو الذي ركن الى الظلمة، اما انت فمن الظالمين ذاتهم لانك تجهز لهم احتياجاتهم وتعينهم على ظلم العباد .

الجندي الذي يحرس الظلمة منهم والصحفي الذي يبرر للظلمة منهم والجندي الذي ينفذ تعليماتهم منهم والمواطن العادي الذي يحب الظلمة بقلبه منهم(من احب قوم حشر معهم)

ذات يوم راى الصحابي عبدالله بن مسعود بعض الظلمة متعلقين باستار الكعبة فقال: لو ان رجلاً عبد الله 70 عاماً بين الركن والمقام ثم مات وهو يحب ظالم لكبه الله على وجهه في جهنم يوم القيامة مع الظالم .

فلا تكن عبيطاً وتحب ظالماً فتحشر معه في جهنم وانت لا استفدت منه في الدنيا ولانجيت من عذاب الاخرة وتلك خسارة الدنيا والاخرة..
( خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين).

ايها المسلم انتبه: لاتحب الظالم حتى وان اختلفت مع المظلوم..فان حب الظالم يورث جهنم وبئس المصير.