آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

هل ستستمر الحافلة بالسير في سكتها، أم سيرجعونها إلى سكتهم.؟!

الأحد - 24 مارس 2024 - الساعة 09:39 م

مطلوب العود
بقلم: مطلوب العود
- ارشيف الكاتب



• قصة قصيرة حول حافلة تعرقلت في السير، خلاف باقي الحافلات التي لازالت تسير بالرغم من سيرهن في سكة لا يريدها الركاب، وان لم يفصحوا بداعي الخوف من السائقين النرجسيين الغلاظ.

• بدأت القصة منذ ان قرر سائق الحافلة السير بالسكة المعاكسة للسكة التي تسلكها باقي الحافلات، بعد طلبٍ والحاحٍ من ركابها المتلكئين الكسالى والاعتمديين دائماً، بالرغم من إتقانهم للتنظير والانتقادات الهدامة.

• عندما قرر سائق الحافلة تغيير السكة؛ جن جنون سائقي الحافلات الأخرى الذين لا يريدون سلك هذه السكة، التي إن سكلوها فلن يبقوا على هذه الحافلات، فحاولوا منعه وإرجاعه إلى نفس السكة الأولى، خوفاً من أن يتمرد ركاب الحافلات ويثورون عليهم أن رأوا هذه السكة سالكة ومريحة، ولا يستطيع فيها السائق فرض ما يريد

ولكن دون جدوى فقد قرر سائق الحافلة سلك هذه السكة ولن يتراجع، بالرغم من كثرة المحاولات التي عملها سائقو الحافلات الأخرى، وإخباره بان هذه السكة لا تصلح لهؤلاء المتلكئين الكسالى، ولكنه أخبرهم بأنهم سيتغيرون وسيساعدون بعضهم حتى يصلوا إلى ما وصلوا إليه راكبو الحافلات التي سبقتهم في هذه السكة، من الجانب الآخر لها.

• ومع هذا فلم ييأس سائقو الحافلات من إعاقته وإعادته، ولكن بطرقٍ ملتويةٍ أخرى، ودون ان يكونوا في الصورة، فوضعوا العراقيل والمطبات الكثيرة والمختلفة.

ولكن السائق بعزيمته وإصراره تجاوز كل الصعاب التي واجهها، وكل المنعطفات والمنحدرات الخطيرة، والطرق الوعرة والمتغيرات المناخية من عواصف رملية وغيرها، وكان في كل مرةٍ يتجاوز فيها مرحلةً من هذه المراحل الصعبة التي واجهته في سيره

كان يخرج منها ببعض الخلل في الحافلة، فيتوقف لإصلاح هذا الخلل دون ان يساعده أحد من الركاب سوى شخصٍ هزيلٍ لا يقوى على رفع شيء، بالرغم من ان في الحافلة الضخام الأشداء، ولكنهم كسالى لا يتحركون إلا أن أشار لهم ذلك الراكب المهندم نفسه، الذي لا يشير لهم إلا أن قبض الأجر نيابةً عنهم ودون علمهم.

• ومع هذا الخذلان المتعمد من الركاب، يصلح سائق الحافلة الخلل، بعد جهدٍ جهيد مع مساعدة الشخص الهزيل الذي لا يحتقر السائقُ مساعدته ويشكره في كل مرة.

• يعاود السير مرة أخرى في نفس السكة لا يتقهقر ولا يعود إلى الخلف، حتى اعترضت طريقه أمطار غزيرة وسيول جارفة، فجرفته إلى مستنقع موحل؛ فغرزت عجلات الحافلة في هذا المستنقع، فحاول مراراً وتكراراً إخراجها من هذا المستنقع إلا ان الأمر صعب عليه

• وهنا أعرب السائق بأنه لايستطيع إخراجها بنفسه ويجب على كل الركاب مساعدته حتى تخرج وتستمر بالسير.

• فسمع سائقو الحافلات الأخرى - الذين كانوا يراغبونه عن كثب - طلبه من الركاب المساعدة، فخافوا ان يثير فيهم الحماس وروح التعاون فينتشلون الحافلة من المستنقع، وتعاود السير إلى ما لا يريدونها ان تسير إليه؛ فقدموا بداعي ممالأتهم إلى ما له يأملون، فتهلل الركاب فرحاً واستبشروا خيراً من هؤلاء السائقين الذين يضمرون خلاف ما يبدون.

• فأول ما وضعوا أن زادوا من هواء العجلات حتى تغور في الوحل أكثر، وهذا ما يجهله ركاب الحافلة، واستحدثوا عجلات أخرى تدور عكس دوران محرك الحافلة، وقاموا بتغيير السائق بسبعة سائقين، لكل شخصٍ منهم رؤيته الخاصة، وجعلوا للحافلة سبعة مقاود لكل سائق مقوداً خاص به، يقود كيف يشاء، وهكذا جعلوا الحافلة تترنح بركابها وتغور في المستنقع الذي قادوها إليه.

• فدب الخلاف بين الركاب وانتشرت الفوضى وصار كل شخصٍ يلوم الآخر، وانقسم الجميع فمنهم من يطالب بعودة السائق السابق وإزالة ما أُستحدث، وآخرون يطالبون برجوع الحافلة إلى السكة السابقة، وخلافات لا تعد ولا تحصى فكل شخص أصبح له طلب، والأمر كله بأيدي السائقين الذين سمحوا لهم بالتدخل في شؤون حافلتهم والعبث بها، وهذا ما سعوا له ولازالوا يسعون.

• السؤال:
• هل ستبقى الحافلة عالقة في هذا المستنقع.؟
• أم سترجع الى السكة الأخرى؟
• أم ستخرج وتمضي في نفس السكة حتى تصل إلى ما عزمت إليه.؟!

• هذا ما سنفسره في المقال الآخر لتمام القصة.


مطلوب العود