آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-06:56م

ألا ليت العليمي وبن مبارك والزبيدي يقرؤون ما قرأ منصور العلهي

الخميس - 21 مارس 2024 - الساعة 05:54 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


عرضت عرضًا عرضت فيه بضاعتي للبيع، ولم يطلع على هذا العرض ويصعق لقراءة معاناة أساتذة الجامعة إلا الإعلامي المجاهد الأستاذ منصور العلهي، فتواصل معي ليسأل عن الحال، ويتحسر على وضع أساتذة الجامعة، أما أصحاب المناصب فلا هم لهم إلا الكراسي وجمع الأموال والبسط على الأراضي، حتى أراضينا في جمعيتنا السكنية بسطوا عليها، لهذا فبضاعتي لا قيمة لها في سوق التسابق والبسط على الأراضي والمناصب، بضاعتي مجرد كتب لا علاقة لها بالبلطجة، فهي مجرد كتب لا تشبع البطون، ولا تزين البيوت، ولا تملأ البنوك، فهي مجرد كتب تغذي العقول، وعقولهم مثقوبة فكتبي لا ترتقي لمخاطبة الهوامير، لهذا لم يلتفت لعرض بضاعتي أحد، ولم يتسابق عليها أصحاب المناصب والملايين وأرباب الفلل والقصور.

وضعت اسمي كرمز لكل أستاذ في الجامعات الحكومية، وجعلت مكتبتي رمزًا لكل معاناة يعانيها أساتذة الجامعات، فأحدهم يقول لي: لقد ركنت سيارتي بجانب البيت، لأنني قد عجزت عن استخدامها بسبب عدم مقدرتي على متطلباتها كالبترول والزيت وغيرها، وأردف قائلًا: أنا أفكر في بيعها، وآخر يقول: كلما فكرت ببيع مكتبتي علمت أنه لن يستطيع أن يشتريها أحد، بل لم يعد أحد يفكر بالكتاب أصلًا ولا بالبحث، وآخر يقول: أنا أحاضر في جامعة خاصة، وبسببها فقدت احترامي، فالطلاب يخرجون ويدخلون بلا أذن، وإن عاقبتهم ستعاقبني الإدارة.

ماذا عساني أقول لك يا أستاذ منصور؟ ماذا عساني أسرد لك من إهانات يتعرض لها أساتذة الجامعات الحكومية هذه الأيام؟ أظن أنه لم يقرأ عرض بيع مكتبتي إلا أنت، فأنت إنسان نبيل، وإنسان يتلمس ما يعانيه المواطن في كل بقعة تحت شمس السعيدة التي جعل منها أنصاف المتعلمين والأميون مجرد بقعة للتعاسة، فكم من حكايات وقصص يتعرض لها أساتذة الجامعة، فأحدهم يقول: والله إنني أبكي وأنا أرى مؤهلاتي التي لم تستطع أن تحميني من جشع أصحاب منازل الإيجار، ولم تستطع مؤهلاتي رغم كثرتها من أن تسعفني إلى أقرب مستشفى، ولم تؤهلني الدال لأن أرتاد المولات لشراء أساسيات الحياة، ولا لأن أكسو أولادي من أرخص الموديلات.

أخي منصور نحن في رحاب الجامعات نعيش الذل بكل مسمياته، وبكل عناوينه، فكل واحد فينا له قصة مع الكفاح، ليغطي متطلبات حياته، فبعضهم في مدارس خاصة أو جامعات خاصة، وبعضهم يهرول خلف عربة ليحفظ ماء الوجه، وترى آخرين في محلات لبيع الملابس، ومهن أخرى، فكيف سينهض هذا الوطن والباحثون فيه لا يجدون الوقت لينظروا لوجوههم في المرآة؟

دمت بخير أيها الإعلامي المجاهد، وشكرًا لكم على متابعاتكم لمعاناتنا، وليت العليمي وبن مبارك والزبيدي يقرؤون ما قرأت ويتفاعلون كما تفاعلت.