آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

وللمعلم وقفات

الخميس - 21 مارس 2024 - الساعة 03:34 ص

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



إنه المعلم ذلك الجندي المجهول الذي يعمل بصمت في ظل التجاهل الحكومي سواء كان مقصود او غير مقصود وفي ظل الانتقاص من حقوقه القانونية من قبل قيادات الدولة بعدم منحه حقوقه المادية والمعنوية وتدني مستوى داخله الذي قاده إلى حالة من البؤس حتى انعكس ذلك على مستواه المعيشي في مأكله ومشربه وصحته ومظهره العام.
وفي الآونة الاخيرة ومع تدني المستوى الاخلاقي كحالة انعكاس واقع الحرب وانتشار ظواهر دخيله على المجتمع بسبب سقوط هيبة الدولة وانتشار الفساد الوظيفي والمجتمعي والاخلاقي وبروز ظواهر سلبية كانتشار حمل السلاح و عسكرة المراهقين والقصر وتفشي ظواهر كالغش وتمرير نجاح الطلاب الراسبين وغياب الرقابة الاسرية انعكست تلك الظواهر والسلوكيات على المعلم وعلى الطالب من حيث المعاملة ومن حيث سلوك المعلم فكان المعلم الذي حاول الاحتفاظ بمكانة المهنة وقدسية رسالتها التعليمية والتربوية معطيا لها كل ما يحقق هدفها فبدا ذلك المعلم كالجندي الاعزل في معركة شرسة لا يتقبلها الطالب وخاصة التلميذ غير المبرز على المستوى العلمي والاخلاقي ومع انحطاط الحالة الاخلاقية وشعور كثير من المراهقين بهامشية مخرجات التعليم وعدم حصول الخريجين على الوظائف والعمل في أي مهنة لا تحتاج إلى تحصيل علمي وفتح باب العسكرة على مصراعيه أمام القصر والمراهقين وحصولهم على ما يسمى بالصرفة التي كانت في حينها مجزية ألى ابعد الحدود شعر مثل هذه الفئة من الطلاب بعدم جدية التعليم في حقهم فكانوا يضيعون الوقت وسقط في نظرهم المعلم الذي بسبب وظيفته بات يعاني الحرمان والفاقة.
وقسم من المعلمين وهم قلائل جدا تعايشوا مع الوضع السيء الذي اتت به الحرب والانفلات الاخلاقي بعد ما اسموها ثورة الربيع ليحول مهنته إلى وسيلة للدخل من خلال ابتزاز الطلاب الضعاف وبيع النجاح لهم بمقابل الامر الذي أدى لسقوط هيبة التعليم ومكانة المعلم وتعميم الحكم على جميع المعلمين وكلما انهارت الاوضاع السياسية والاقتصادية بسبب استمرار الحرب وسقوط كثير من القيم والاخلاق وهكذا بات المعلم في نظر بعض الشرائح من الطلاب قليلي النضج والتهذيب مكان لصب غضبهم على ما وصلت اليه الاوضاع من رداءة وسوء كونه موظف حكومي وهو السبيل القريب للنيل منه وهكذا وصل الحال إلى ما سمعنا به من تعدي طلاب على معلميهم في حوادث من هنا وهناك تنمو عن تدني اخلاقي وعن فاجعة مجتمعية لم يشهد لها نظير في فترات سابقة.
‌وإن النظرة الكريمة التي حظي بها المعلم في احدى مدارس عدن بعد حادثة التهكم التي تعرض لها من قبل القيادة السياسية يجب ان يتبعه قرارات ومراجعة لوضع المعلم والبدء بانتشاله من الوضع السيء الذي وصل اليه في ظل تدني مستواه الاقتصادي حتى لا تصبح تلك الحادثة عادة مستهجنة كونه الطرف الاضعف وحمايته من أي افعال عدائية او تنمر بسبب ظروفه التي وضع فيها قصرا لا معالجة حالة فردية بعد ان يقع مالا يحمد عقباه
‌عصام مريسي