آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-06:43م

صرخة أستاذ جامعي.. ألا ليتهم ضربوني ثم كرموني

الثلاثاء - 19 مارس 2024 - الساعة 12:51 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


التقيت بأحد الزملاء من أساتذة الجامعة وتجاذبنا أطراف الحديث، وجاء ذكر المعلم الذي ضربه طلابه، وأخبرته بأنه تم جمع تبرعات وتم شراء سيارة لهذا المعلم، فقال زميلي: ياليتهم ضربوني أنا واشتروا لي سيارة، ضحكت من قوله، وقلت له: لو رأيت القبلة التي طبعها وزير الخدمة المدنية على جبين الأستاذ، فقال: أما هذه القبلة فلا أريدها، فضحكنا وقلت له: قبلة وزير أكيد سيكون وراءها أشياء ثمينة، فقال لي: صدقني مافيش بعد هذه القبلة إلا الشهرة للوزير، فالوالي لم يقدم للمعلم شيئًا، فكان الأجدر به وهو الدكتور الذي درس على أيدي المعلم أن يطالب بهيكل خاص للمعلم، ولكنه جلس على كرسي الوزارة وطبق القوانين التي جعلت من المعلم أضحوكة الزمان والمكان.

قلت له: لقد نسيت أن أخبرك بأن المعلم قد تصور مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، فقال: بالنسبة لابن مبارك بإمكانك التقاط صورة معه في أي مقهاية في كريتر، وقال: لقد تسلمنا العلاوة السنوية حق سبع سنوات فوارق أربعة أشهر في عهد الدكتور معين عبدالملك وعندما جاء بن مبارك ما عاد شفناها، يمكن كان هناك عجز بسبب نثريات التصوير لرئيس الوزراء في كريتر.

فقلت له: اسمع الخبر الحلو إحدى الوكالات تكفلت بعمرتين للمعلم وأمه، فقال: يا ليتني أنا الأستاذ المضروب، فكم أحلم بالعمرة، والصلاة في بيت الله الحرام، لأدعو على السياسيين في هذا البلد الذين أهانوا المعلم، وقال: وسأجعل دعوة خاصة للمسؤولين عن التعليم العالي، ورفع صوته قائلًا: ألا ليتهم ضربوني، وأعطوني ما أستطيع العيش به بكرامة، فقلت له: يا رجل وأي كرامة بعد الضرب؟ قال: أي كرامة بعدما ترى ابنك يتمنى كسرة خبز ولا تجدها له؟ أي كرامة عندما تتمنى ابتسامة من فاعل خير ليدعمك بها لعله يجود بشيء من المال بعدها؟ أي كرامة عندما يهينك صاحب البقالة، ويقول لك: وقفنا حسابك؟ أي إهانة عندما تعود إلى البيت بلا حليب لطفلتك؟ أي إهانة بعدما تتسلم راتبك كأستاذ في الجامعة ولا يفي بالدقيق والرز؟ ثم تركني وذهب وهو يقول: ألا ليتهم ضربوني وكرموني بعد ذلك.