آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:03م

بين النقد البنّاء والهدّام مسافة مرصوفة بحسن النوايا

السبت - 16 مارس 2024 - الساعة 11:24 م

صديق الطيار
بقلم: صديق الطيار
- ارشيف الكاتب




 بين النقد البناء والنقد الهدام فارق بسيط جداً، لا يدركه بعضنا ممن قد يخلطون بين الاثنين دونما إدراك لطبيعة كل نوع..

فأساس النقد البناء وهدفه الأسمى أن يكون لتبيان الأخطاء التي وقع فيها شخص ما، ليعمل على تفاديها والسعي لتقويم أدائه وتحسينه وتطويره والتقدم إلى الأمام، دون تجريح أو تقليل من شأن هذا الشخص.

لكن للأسف ساحتنا الإعلامية اليمنية (شمالية وجنوبية) لا تفرق بين النقد البناء والنقد الهدام، حيث ترى الكثير ينتقدون برنامجاً معيناً يعرض على إحدى الشاشات التلفزيونية، ومستوى أداء مقدم البرنامج بسخرية وبطريقة هدامة وتشويهية للشخص نفسه أو للقناة، ولأسباب غير منطقية وشخصية في الغالب.

ويتضح ذلك من خلال الأسلوب غير اللائق الذي يستخدمه النقاد، والألفاظ التجريحية والتشويهية والساخرة، للنيل من الشخص أو من القناة التي تعرض البرنامج محل الانتقاد.. هذا ناهيك عن أن النقد عادةً لا يكون شاملاً للموضوع، بل تجدهم ينتقدون جزءاً ويتركون الجوانب الإيجابية في البرنامج أو القناة.

فلو كان المنتقدون فعلاً يهدفون لإبراز الأخطاء من أجل التصحيح وتحسين الأداء والعطاء، لرأينا أسلوباً راقياً ولائقاً وألفاظاً مهذبة ومنتقاة بدقة متناهية، ومدح الجوانب الإيجابية، وذلك لجعل الطرف الآخر يتقبل النقد بصدر رحب..

حقيقةً، معظم النقد الحاصل في ساحتنا هدّام، والهدف الرئيس منه تحطيم الأشخاص وإشعارهم بضآلة حجمهم، وذلك إما لغرض الكراهية أو للانتقام الشخصي أو بسبب الغيرة والحقد... وما شابه ذلك.

ولكي نكون منصفين، هناك بعض المنتقدين - وهم قليل جداً - يكون هدفهم من النقد بنّاء بهدف التصحيح، حيث نجدهم ملتزمين بأسس وقواعد النقد الهادف، من أسلوب راقٍ ولغة جميلة تحاكي العقل والقلب.. 

فمتى نعي وندرك الفرق بين الانتقاد الذي يبني والانتقاد الذي لا قصد منه سوى الهدم والتجريح والتشويه، والسير وفق مفهوم خاطئ نمارسه بالوراثة والتقليد..؟!