آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-05:28م

اية استوقفتني كثيراً وأثارت مخاوفي.!!

السبت - 16 مارس 2024 - الساعة 05:15 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


وانا اتصفح كتاب الله عز وجل مررت بآية قصيرة في حروفها عميقة في معناها رهيبة في تدبرها..
ولم استطع ان اواصل القراءة فقد عقدت العبرة لساني وجعلت اردد لا ارادياً: *لا اله الا الله .. اللهم رحمتك يارب.*
كما انني لم استطع السيطرة على مشاعري ففاضت عيناي دون اذن مني..
لقد قرأتها عشرات المرات ان لم تكن الاف المرات ومررت بها دون ان اتفكر فيها ولم أعي خطورة معناها وما تدعو اليه..

وذات يوم وجدتني اقف فجأةً عندها وامعن التدبر فيها فهالني ما وعيت منها..
اتدرون ماهي؟!
انها قوله تعالى:
( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281

موقف رهيب ووقت عصيب يوم يحشر الله الخلائق في صعيد واحد ويبدأ الحساب.
ولك ان تتخيل يوم القيامة بكل أهواله العظيمة وترى فيه ملائكة غلاظاً شداداً لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون..
جاهزون لمحاسبتك على كل صغيرة وكبيرة وفق امر الله
( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يراه).
(يوم ينظر المرء ماقدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا) .

يالله ما أعظم ذلك اليوم وما اشد أهواله..
وحين تتذكر معاصيك واخطاءك وما فرطت في جنب الله طوال عشرات السنين يتملكك خوف ورعب من المصير الذي ينتظرك والحساب الدقيق المرعب الذي يحاسب على مثقال الذرة.. ان لم يرحمك ربك.

وانت لا تملك صكاً برحمة الله انما ترجوها لا اكثر لانك واقع في مشيئة الله ان شاء عذبك وان شاء غفر لك..
ناهيك عن المعاصي في حق الناس التي ستتحاسب عليها حتماً والحساب حينها من الحسنات في يوم يتمنى الانسان حسنة واحدة توفي له حسابه لينجو من النار.

هدا وانت لم ترتكب كبيرة من الكبائر فكيف بمن هم واقعون فيها.
ولكنك حين تقرأ أرجأ آية في كتاب الله تعالى :
في سورة الفرقان الآية 70:
(إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)..
حينها تستعيد انفاسك التي فقدتها من شدة الخوف ، وتتنفس الصعداء فيطمئن قلبك الى رحمة الرحيم الغفار فتطمع في مغفرته وعفوه انه جواد كريم..
وهكذا هو المؤمن يعيش بين أمرين: بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه.