آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:22ص

تشخيص مشكلة أبين

الجمعة - 15 مارس 2024 - الساعة 03:02 م

حسين البهام
بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب




*🖊️ / حسين البهام*

*-* كنت لا أرغب في الحديث عن هذا الموضوع نظراً لحساسيته وخطورته السياسية  لكن حديث الدكتور فوزي النخعي عن العشرة المبشرين بالفشل في أبين اثار حفيظتي السياسية التي احاول ان اكبتها بداخلي حفاظاً على مشاعر تلك القيادات المحسوبة على ابين.

*-* وبما أن الحديث قد مرر لذا وجب علي وضع النقاط على الحروف لعل وعسى الأجيال القادمة تستفيد من تلك الاخطاء المؤلمة على المستوى السياسي والشعبي والأكثر الما على المستوى الشخصي الذي تعرض له رفاق الدرب مع تلك القيادات بعد توليهم السلطة.
ومن هنا سنحاول أن نوجز الأخطاء السياسية الفادحة لتلك القيادات بعين مجردة من الغل والنميمة والشتيمة.

*-* الخطأ الاول : وهو الاكثر شيوعا بين قيادات أبين وهو البحث عن الخصم بعد توليهم السلطة لتمكينه من أهم مفاصل السلطة.

الخطأ الثاني : التخلي عن رفاق النضال وتسريحهم  من مراكز القرار السياسي تحت مسمى المحاصصة السياسية  إذا لم يتم تصفيتهم وحبسهم تحت ذريعة الخيانة أو الإرهاب.

الخطأ الثالث : الغرور الذي يعيشه هؤلاء بعد توليهم السلطة وتنكرهم لماضيهم وزملائهم الذين كانوا عوناً لهم فيما وصلوا إليه.

الخطأ الرابع : البحث عن العدالة السياسية والاجتماعية على حساب أبناء جلدتهم وهذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير.
 في حين كان يمكن أن يتم تحقيق تلك العدالة السياسية بحدها الأدنى بعيداً عن الشطح السياسي بنظرية لاضرر ولاضرار..

نعم نقولها للجميع من هذا المنبر بأن تلك الاخطاء  المميتة التي ارتكبتها تلك القيادات بحق رفاق دربهم كانت كافية لفشلهم السياسي  نظراً لعدم احترامهم  للقيم والمبادئ الوطنية التي اوسس عليها ذلك العمل مع رفاقهم في مرحلة النضال 

ما يحز في نفسي هنا هو أن قادة اليوم من أبين  لم يستفد من أخطاء قادة الامس مع إننا كنا في أكثر من لقاء سياسي ننتقد تلك الاخطاء  ونطالب بتصحيح ذلك الاعوجاج السياسي الذي أصاب الفكر الابيني لكن مع الأسف الشديد سرعان ما تبدد ذلك الحلم بعد أن وصل بعض الرفاق منهم إلى سدة الحكم فإذا بالماضي يتكرر من قبلهم دون مراعاة للخصوصية السياسية التي كانت تجمعهم .

لهذا احاول إيجاد مسببات مقنعه لتلك التصرفات فلم أجد غير الآتي:

١- الخوف من المنافسة السياسية على السلطة وهذا احتمال بليد أن فكر فيه القادة لأن رفيق الدرب لن يكون إلى عوناً مساند لك عند اشتداد المحن..

٢- الهروب من ماضيهم مع رفاقهم الذي عاشوه معا" في معاركهم ونضالهم السياسي خوفاً من  ذكر الماضي مع أن الماضي هو من اوصلهم للحاضر وهذا مرض نفسي أصيب به تلك القيادات أن صح التفكير.

٤- التخلي عن المواثيق والعهود التي قطعوها مع رفاقهم أثناء النضال بعد أن وصلوا للسلطة، لذا ومن هنا نقول لتلك القيادات أن من لم يحافظ على تلك العهود مع رفاق دربه لن يستطيع الحفاظ على السلطة وان تلبس ثوب الوطنية ليخفي خيانته للعهود السابقة..
 
طبعاً هناك سبب آخر وقد يكون هو السبب الرئيسي في ذلك الوضع الذي تعيشه  ابين وهي  التركيبة القبلية والخوف من التسيد باسم القبلية.

 لكن إذا نظرنا للطرف الآخر نجده عندما يتولى السلطة يحافظ على أبناء جلدتهم ويرفض التفريط فيهم بل يعمل من أجل تمكينهم من مفاصل السلطة بغض النظر عن مؤهلاتهم العلمية مع الاحتفاظ بجزئية العدالة السياسية في حدها الأدنى بعناصر موالية له في بعض الأماكن غير الحساسة لهذا نجده ينتصر في معركة سياسية أو عسكرية على قيادات أبين.

*-* اليوم نحن في أمس الحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة حقيقية مع أنفسنا للوقوف على الأخطاء وتصحيحها لكي تستعيد أبين أنفاسها مالم ستبقى أبين بؤرة الصراع السياسي بين ابنائها.