آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:15ص

جدية إعلان دولة الجنوب

الجمعة - 15 مارس 2024 - الساعة 12:03 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




‌حلم إعلان قيام دولة الجنوب يدغدغ مشاعر كل مواطني الجنوب من عدن إلى المهرة وملحقاتها من الجزر التي ظلت لقرون عديدة تابعة لكل مراحل الدول التي نشأت على أرض الجنوب منذ ماقبل التاريخ فالسلام وفي العصر الحديث الجنوب العربي ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقبل الخوض في المشروع الوحدوي الفاشل بظروفه غير المنطقية التي جعلت حلم التوحد مع الاشقاء في الشمال الذي كان من أهداف الجمهورية اليمنية وعلى قائمة الاهداف الاكتوبرية والذي ظل هدف سعي من اجل تحقيقه على أسس سليمة واشتراطات تضمن التكافؤ والتوازن بين إرث الدولتين الجارتين وتضمن الحقوق المتكافئة للشعبين من غير غبن أو انتقاص لاي من الحقوق العامة والخاصة وترسي قواعد اتحادية واضحة لكن القرار الخاطئ الذي اعتمد على العاطفة الانفعالية والاستباق على انجاز المشروع سرعان ما كانت عواقبه الحتمية الاجهاض حتى أصبح ذلك الحلم كابوس يؤرق الجنوبيين وباتت الوحدة سيف على رقابهم يسعون للانفكاك منه وعدم مراودة ذلك الكابوس في احلامهم.
وتعددت مشاريع الانفكاك عن طوق الدولة الاتحادية بشكلها الاندماجي الذي قيد الجنوبيين وجعلهم طبقة ثانية وسكان ملحقين بتلك الدولة التي انتقصت الحقوق وسعت لابتلاع الجنوب ارضا وانسانا.
وبدل الجنوبيين لتحقيق هدفهم بشتى الوسائل النضالية المتاحة وتعرض الكثير منهم للبطش والتهميش حتى اثمر النضال عن تكوين كيانات تمثل حراك الجنوبيين في ثورتهم الجديدة للخلاص من براثن الوحدة الاستعمارية للشماليين فكان الحراك الجنوبي الذي ضم كل فئات الشعب من عسكريين ومدنيين رجال ونساء في الداخل وحراك المهجر لكل من اقصي او كان خارج أرص الجنوب يتوجع بالألم الذي أصاب الجنوب حتى قيام تكوين جنوبي جديد انبثق من مكونات الحراك الجنوبي ألا وهو المجلس الانتقالي الذي تعلقت به ٱمال الجنوبيين لتحقيق احلامهم في العودة بالوطن ألى ماقبل عام1990م ومع مرور الوقت وتعثر المجلس في اتخاذ القرارات الحاسمة في إتخاذ التدابير والقرارات التي تبشر بولادة دولة جنوبية جديدة على غرار دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بما يتوافق مع المتغيرات الاقليمية والدولية في العالم من حولنا.
فقد المجلس الانتقالي الثقة التي منحها شعب الجنوب ومع كثرة الاعلان عن الكيانات التي تدعو لتشرذم الجنوب نحو ولايات في شرقه كحضرموت وشبوة ثم المهرة والاعلان عن تداعيات تنم عن الرغبة في قيام دويلات متفرقة تحت مظلة الدعوة التي في ظاهرها حق تحرير الجنوب وباطنها باطل تمزيق الجنوب وكل تلك الدعوات معنونة بشعارات مفادها تمزيق وتفتيت الجنوب ودخوله في دوامة جديدة من التبعية والانقياد .
إن عجز الانتقالي في أي من محافظات الجنوب والاكتفاء بتكوين كيانات وتعيين مناصب واصدار قرارات لا يلمس المواطن الجنوبي اثرها في حياته ولا حتى في تحقيق حلمه في استعادة الدولة المفقودة جعل المجلس الانتقالي في المحك والاختبار العملي الذي انعكس في نفسية المواطن وجعل من الانتقالي مجرد بوق ينفث اصوات نشاز تبعد حلم الجنوبيين ولا تمثل لهم شيء وفي نفس الوقت افقدهم الثقة في المجلس وجديته في تناول موضوع اعلان الجنوب خاصة وأن الظروف اصبحت مواتية لاعلان قيام الدولة بعد انهيار الاتحاد وتسلق جماعة الحوثي على انقاض الدولة المنهارة
لكن الواضح أن الانتقالي ما زال يعيش مرحلة التبعية وكما اوضحت الظروف أنه ليس صاحب القرار بل هو يخضع للاملاءات و الوصايا الاقليمية
عصام مريسي