آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-05:43م

رغم العواصف والأعاصير .. سفينة الجنوب تبحر إلى وجهتها

الإثنين - 11 مارس 2024 - الساعة 08:17 ص

صالح شائف
بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب


صالح شائف

ليس هناك من شخص متفاعل ومدرك ومتابع دقيق لطبيعة الأوضاع القائمة في الجنوب ويعيشها اليوم وبكل تفاصيلها؛ أن ينكر صعوبتها وتعقيداتها؛ والخوف من خطر إنزلاقها إلى ما هو أسوأ مما هي عليه الآن؛ ولا يمكن لأي كان أن يتجاهل التحديات القائمة أمام المجلس الإنتقالي الجنوبي ( ماج )؛ وأمام كل الجنوبيين وعلى أكثر من صعيد؛ وبغض النظر عن تفاوت قناعاتهم ونظرتهم للأمور أو تعدد رؤاهم بشأنها.

ولكن بالمقابل لا يمكن لأي عاقل منصف أن يقفز على كل ما تحقق للجنوب من مكاسب وطنية وسياسية عديدة ووازنة بحسابات الزمن والتاريخ؛ ومقارنتها بما كنا عليه بالأمس وما وصلنا إليه اليوم؛ ومثلت في مضمونها الوطني نقلة نوعية على طريق تحقيق الهدف المصيري الأكبر لشعبنا؛ والمتمثل باستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة وسيادته على أرضه وثرواته وحماية مستقبل أجياله القادمة.

ومع إدراكنا لطبيعة التقييمات وإختلاف خلفياتها ودوافعها بل وحتى أهدافها ومبرراتها بشأن كل ذلك؛ إلا أن الواقع المعاش سياسياً بدرجة رئيسية وبطبيعته المتجسدة اليوم في حياة شعبنا؛ تؤكد بأن خطوات السير نحو الهدف ماضية بثبات رغم حالات التعثر هنا وهناك وحدوث الأخطاء غير المتعمدة؛ أو تلك التي كانت نتاج حسابات قاصرة وآنية؛ أفتقدت لبعد النظر اللازمة مع الأسف في هذه القضية أو تلك؛ أو بسبب قلة الخبرة والتجربة عند البعض؛ وتحت الضغط الشديد للأوضاع والظروف المربكة؛ وجعل التركيز والإهتمام الأكبر ينصب على بناء القوات المسلحة الجنوبية؛ وتأهيل المؤسسات الأمنية الجديرة بمهامها؛ ومواجهة تداعيات الحرب في الجبهات ومكافحة الإرهاب المتعدد الأشكال ضد شعبنا؛ والذي أزداد ضراوة وشمولاً في الآونة الأخيرة؛ بعد أن تجاوزت أطرافه حالة التخادم؛ ووصلت إلى درجة التنسيق والتكامل وبلغت مستوى التحالف العلني ضد الجنوب ومشروعه الوطني.

إن المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع؛ تتطلب الحرص والحذر من الوقوع تحت تأثير الإعلام المعادي لقضية شعبنا؛ الذي يهدف وبكل وسائله وأساليبه وحملات إشاعاته المنظمة والخبيثة؛ إلى أن يدفع بالكثير من الناس للدخول في دائرة اليأس والإحباط؛ ولذلك فإن جهداً وطنياً مطلوباً للتصدي لكل ذلك؛ ومواصلة العمل المثابر لتحقيق النجاحات الملموسة على صعيد حياة الناس المعيشية والخدمية؛ وتمتين وحدة جبهة الجنوب الداخلية؛ ففي ذلك الضمانة الأكيدة لثبات شعبنا في مسيرة كفاحه الوطني وثباته على هذا الطريق.