آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:31ص

هكذا تكون تربية الأبناء أيها المسلمون

الإثنين - 11 مارس 2024 - الساعة 01:46 ص

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


سردت لي إحدى الأمهات الفاضلات ، والمؤمنات الصادقات ، والمعلمات المقتدرات ، ومن أحسن تربية الأبناء والبنات ؛ إذ قرأت سرديتي السابقة ، فقالت : لقد خرجنا أنا وأبنائي إلى أحد الأسواق الحديثة ، القريبة من منزلنا ، ولم أكن حقيقة أتوقع ماقام به ابني الأصغر أبدا ، ونحن في ذلك السوق الذي يحتوي على الكثير من المنتجات العالمية والمحلية ، وإذا بالابن - وقد لمح شخصا وأسرته يملؤون عربة بالأمتعة - ينطلق كالسهم إلى ذلك الرجل ويمسك بالعربة ثم ينتزع منها تلك الأمتعة ، ويقول للرجل هذه البضائع يجب مقاطعتها ، إنها منتجات لشركات تدعم الصهاينة الذين يقتلون أهلنا في غزة ، فلماذا لا تقاطعها ، وتبتعد عن ابتياعها يارجل ؟

لكن الرجل ابتسم ، ثم انتزع كيسا بلاستيكيا من العربة مملوءا بالأطعمة المطلوب من كل مسلم مقاطعتها ، وأخذ يطعم منها بشراهة ، وكأنه يقول لذلك الابن البار الصالح ، الكاره لفعل الصهاينة ، المنتصر لأهله المسلمين في غزة ، وماشأني أنا بمظلومية الغزاويين ؟؟؟

نقول لهذا الرجل وأمثاله لقد كان ردك بهذا التصرف المعيب على ذلك الطفل الموهوب المبارك تصرفا لا يليق بمسلم ولا بحر ولا برجل يحمل معاني الرجولة ، بل أظن أنه من حقي أن أتساءل ، كيف يستطيع إنسان فيه شيء من معاني الإنسانية أن يكسر نفسية ذلك الطفل العظيم ، الذي أظهر - بتصرفه البديهي - من عظمة الرجال وتصرف الأخيار ما لا يعرفه كثير من الكبار ؟ بل كيف يستطيع أب أن يسلك ذلك السلوك الشاذ ، ويرد ذلك الرد الهاد على ذلك الفتى الموهوب دون التفكير في الحفاظ على مشاعره أو انكسار خاطره ؟!!! لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .