آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:25م

الحرب على غزة كشفت المخبى

الجمعة - 08 مارس 2024 - الساعة 11:19 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




كانت لأحداث غزة في أكتوبر تداعياتها المؤلمة لدى الطغاة والمنافقين، فكانت زلزالا تاريخيا أحدث هزة كبيرة في المجتمع الحاكم للعالم بكل شرائحه الحاكمة؛ لأنها قامت بتحطيم الأسطورة المرعبة للبشرية عامة والعرب خاصة وكسرت حاجز الصمت والخوف من الوهم الكرتوني...
فقد فاجأت عملية "٧ اكتوبر" العالم في إثبات عجز الطغمة الحاكمة له استخباريا و تقنيا وعسكريا، وبيّنت الانهيار النفسي الذي أصاب قادته، فقد ظهر على الوجوه ملامح الحزن على ما أصاب الكيان الغاصب...
والذي أذهلهم إن المقاومة نفذت العملية وهي محاصرة حصارا محكما منذ ما يقارب عقدين من الزمن، إضافة إلى أن منطقتها الصغيرة محاطة بأحدث ما توصل إليه العلم من وسائل الرصد الدقيق، فضلا عن الأسوار التي تحيط بهم من كل إتجاه إضافة إلى الوحدات العسكرية المحيطة بغزة والمدربة بأفضل وسائل التدريب والمسلحة بأفضل الأسلحة خصيصا للتصدي لأي أختراق للحصار.
حتى دول الجوار ـ لغزة ـ العزة والكرامة ، كانت تؤدي مهامها في الحصار وكأنها قوات الجيش الصهيوني!
هذه الصدمة في تدمير أسطورة القدرات العسكرية، أجبرت المبهورين بالغرب وديمقراطيته التي يمسك بها المجرمين على إعادة النظر بهذا الانبهار، مما جعل رئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعة والاركان، في خطابهم عند تخريج الدفعة من الضباط ، قبل يومين، يعترفون بالهزيمة وإعادة مراجعة حساباتهم، مقابل الداعين إلى فتح التحقيقات فيما جرى في "٧ أكتوبر" ، وفي نفس الوقت أجبرتهم على الاعتراف بقدرة المؤمن بالدين لا بالقومجية التي سطرت صفحات من الخزي والهزيمة على مدار حكمها، وهي التي يتحالف معها العدوان الدولي اليوم للأمة على سحق كل ما يتصل بحضارتها ووصل إلى محاربة الحرية والديمقراطية والعدالة.
وحينما تولت الأمر حركات ترجع مناهجها إلى الإسلام، وهذا الذي يخيفهم أن ترى الشعوب المخلصون يمسكون بزمام السلطة، والنصر يتحقق على أيديهم، وقد حققوا ما لا تحققه تلك الأصنام الخشبية التي توالت على حكم الأمة؛ لأنها قد نخرتها "الأرضة" فجعلت عودها هش لايستطيع المقاومة والصمود.
وكيف لهذه الطائفة المنصورة باذن الله واقفة أمام العالم كله؟ وفي حصار عالمي إلا كان خلفه رجال مخلصون للدين والأمة والوطن.
صحيح أن شعوبا أخرى قاومت المحتل بشجاعة وتضحية كبيرة، لكن لم تحقق أي حركة مقاومة مثل هذا النجاح في مثل ظروف غزة.
إن هذا التأثير الإيجابي إنما هو مؤلم على العصابات التي تحكم العالم وفروخها المنتشرة في أرجاء المعمورة.
فأين الحقوق في عصبة الأمم ؟
وأين السلام الذي يتشدقون به؟
شكرا عزة على كشف حقيقة النظام الدولي.