آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:09م

تعميق الصراع

الجمعة - 08 مارس 2024 - الساعة 03:21 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




إن خلق كيانات سياسية عسكرية تحت مسميات مقاومة شعبية في اقليم مشتعل بالخلافات والصراعات العرقية والقبلية والدينية وفتح باب التسليح على مصراعيه لهو من دواعي تعميق بؤرة الصراع وإمداد الحرب بمازوت جديد يؤجج اللهيب ويفتح خطوط مظلمة للحرب وانفاق مجهولة النهاية لبلد يتشعب فيها السكان بين الانتماء الافريقي والاصول العربية واختيار دارفور لتنفيذ هذا السيناريو المشؤوم يدخل السودان في سنوات عجاف جديدة ويقضي على ما تبقى من لحمة الانسان السوداني وعلى روابط الأواصر القبلية والدينية المشتركة بين كثير من السكان.
المقاومة الشعبية والغضب الذي تأجج في ظل الحقبة السابقة لحكم البشير للسودان والذي كان يسعى للانتقاص من حقوق المواطنة لسكان اقليم دارفور من العرقية الافريقية والذي كانت نتاج اشعال نيران المعارضة وخروج المظاهرات في شمال وغرب دار فور لقبيلة الفور السكان الاصليين للولاية وحصول الهيجان الشعبي لتلك القبائل والذي لم يفلح النظام السابق باحتوائه وحل النزاع بل راح يؤجج النزاع بتجييش القبائل من الاصول العربية لصد الهيجان والغضب الافريقي لتشتعل نار الحرب الاهلية هناك.
‌واليوم وبعد سقوط الربيع السوداني المتأخر في نفس بؤرة المستنقع التي سقطت فيه ثورات الربيع العربي ودخول الربيع في مرحلة من الترهل والاهتراء وتحوله الى صراع عسكري بين المنتصرين للاستيلاء على السلطة والانفراد بها وأذكاء حالة الحرب من قبل قوى اقليمية ودولية وخروج الامور عن السيطرة في حرب مستعرة بين قوة الجيش السوداني الذي خنق ربيع السودان وقوة الدعم السريع التي اجهزت عليه ليصل الحال إلى ما وصلت إليه الامور اليوم من سقوط قتلى وجرحى وانهيار الاقتصاد السوداني وانعدام الخدمات .
‌هناك من يسعى الى زيادة أمد معانات السودانيين بإطالة امد الحرب بل وتحولها إلى حرب شوارع بين التكوينات القبلية للمجتمع السوداني المتعدد الانتماءات والتكوينات ،فمثل هذه الدعوة لتسليح الشعب ونشر الالة العسكرية وتكوين جنين لجسم عسكري جديد تحت مسمى المقاومة الشعبية والذي تكون من القبائل العربية في جنوب وغرب اقليم دار فور لهو بحق صب الزيت على النار والسير بالصراع الدائر في السودان إلى نحو اللامعقول في الحرب .
‌فامتلاك المواطنين وربما يكونوا من اصحاب السوابق وكذا القصر والمراهقين وذوي العاهات النفسية والبدنية واصحاب الخلافات والثارات لربما يفتح باب لاتحمد عقباه.
‌فهل يعي السودانيين ماهم مقدمين عليه من ويلات وانفاق شديدة العتمة فدعم الجيش السوداني بفتح باب المقاومة الشعبية وتوزيع السلاح على السكان تحت حجة الدفاع عن انفسهم حتى يصبح كالعلكة توزع هنا وهناك بدون ثمن هو دعوة حق أريد بها باطل لكن الامر الحق هو فتح باب الانتساب وفق شروط العمل العسكري لمن يحق لهم الانتساب للقوات المسلحة ويكون توزيع السلاح بضوابط للقادرين على حمله ممن ينتسبون للقوات المسلحة السودانية وفي حدود العمل العسكري وتحت تصرف قيادة القوات المسلحة السوادنية ولا يترك الامر لعبث العابثين الذين يريدون للسودان الغرق في سيناريو الاحداث الليبية وبعض دول الجوار.

‌عصام مريسي