آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-02:28م

انطباعات عن مكلا حضرموت والمنطقة العسكرية الثانية وأشياء أخرى

الأربعاء - 06 مارس 2024 - الساعة 12:29 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب




وصلنا ظهر يوم الاحد حاضرة حضرموت المكلا ضمن الوفد المرافق لنائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن احمد البصر.. كنا قادمين من المهرة براً طبعا بمسافة استغرقت أكثر من سبع ساعات..
كان في استقبالنا قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش ورئيس أركان المنطقة العميد الركن محمد عمر عوض اليميني ورئيس العمليات المشتركة العميد فيصل بادبيس وركن عمليات المنطقة العميد طيار محمد عوض مصعب وكوكبة من كبار ضباط وحدات المنطقة.
ولتأخر الوقت لم تنفذ أية عملية نزول . لكن اليوم التالي الاثنين. كان حافل بالزيارات والاجتماعات ووالخ

ما علينا من تفاصيل ذلك النشاط الذي نشر بوسائل الإعلام في حينه ، الأهم انطباعنا عن المشهد في حضرموت وتحديدا المكلا وحقيقة وجدنا الدولة بشكلها العسكري والأمني والحياة المدنية.. اختارت قيادة محافظة حضرموت المحلية والعسكرية سياسة أخرى عن باقي المحافظات المحررة بما فيها عاصمة الحكومة عدن التي تتصارع فيها الفصائل المسلحة والمظاهر المسلحة بصورة مفزعة ومقززة .
في المكلا لن تجد مواطن يحمل الكلاشنكوف في الأسواق ولا يمكن تسمع طلقة رصاص.. حتى كبار المسؤولين بعضهم يذهب إلى سواحلها دون حراسة وان رافقه مسلح يرى نفسه نشاز وصورة مقززة ويسخر الحضارم منه.
في المنطقة العسكرية الثانية وفي الاجتماع العسكري الرفيع برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان شاهدت قادة وحدات المنطقة جميعهم يخضعون لقائد المنطقة اللواء بارجاش . رأيت قائد لواء الشهيد بارشيد العميد عبدالدايم الشعيبي في استقبالنا اليوم الأول وفي الاجتماع كان حاضراً وطرح ملاحظات قوية وجريئة . أجزم أنهم مثلوا قمة الانضباط والشرف العسكري في وحدتهم وتفاهمهم واحترامهم لبعضهم لا هذا جيش شرعية ولا هذا نخبة ولا غيره انتقالي جميعهم عنوانهم وشعارهم أمن حضرموت والدفاع عنها من قوى التخريب والفوضى والعبث . هذه العوامل مكنت حضرموت من الحفاظ على سكينتها وحضارتها وروح مدنيتها . اندهشت حين زرنا كلية الشرطة من تلك المباني الجميلة وصورة الانضباط والالتزام والهدوء لطلاب الكلية والمعلمين والمدربين .. عميد الكلية العميد صالح عبد بن ناصر التميمي اخبرني أن المئات من الطلاب تخرجوا وصاروا من أكفأ الضباط الشباب ، وسألت أحد كبار الضباط بالكلية كيف بنيت وتأسست كلية الشرطة ولايوجد مثل هذا الصرح في عدن. اجاب انتم تتنافسون ومهووسين قفا الأراضي والجبايات والطمع ياخويا تشتي الصدق هذه بنيت وأسست بفضل اللواء فرج البحسني .. ودعته وانتقلنا إلى صرح المستشفى العسكري التابع للمنطقة العسكرية الثانية وجدناه في احسن ما يكون يدير هذا المستشفى العقيد الدكتور حسن احمد التميمي. تجولنا في اقسامه ومرافقه وحتى صيدلية صرف الدواء كان كل شيء متوفر . كل ذلك ومازال دون موازنة حقيقية. لكنها العقول النظيفة والنية تسبق العمل .
في المستشفى قام العميد الخضر بأجراء فحوصات ووجد الدواء في صيدلية المستشفى ذاته .. ياريت يقدم مستشفى باصهيب العسكري العريق أو عبود أو صلاح الدين خمسين بالمائة من خدمات علاجية للمرض للعسكريين.
غادرنا المستشفى واصطحبنا قائد المنطقة اللواء طالب بارجاش إلى مشروع مباني نادي واستراحة الضباط وتجرى التشطيبات النهائية فيه وعلى ضفاف البحر .. اختتمنا زيارتنا للمكلا .. واتجهنا لتناول وجبة الغداء في ضيافة الشخصية الاجتماعية يسلم الصيعري.. وحين جلسنا في الديوان شاعر شاب متمكن والقى قصيدة شعرية ترحيب بنا اسمه حسن باكسير المحمدي. وفي كل مقطع شعري يذكر اسم منا من الحاضرين هكذا الذوق الحضرمي البديع والجميل . كيف يعتز بالآخرين الضيوف من خارج حضرموت..
الخلاصة نعتز بالمجتمع الحضرمي الراقي الذي مازال محافظا على ثقافته وحضارته وتاريخه العظيم ..
بقي القول كنا قد تواصلنا المساء مع الاخ العزيز اللواء الركن احمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي لغرض زيارته وايضا مع الشيخ الشاب عمر بن حبريش وكنت اتمنى زيارة المناضل التاريخي الشريف خالد عبدالعزيز أحد رموز الوفد المفاوض عن استقلال الجنوب برئاسة الشهيد الرئيس قحطان الشعبي. لكن الوقت داهمنا واعتذرنا لانطلاقنا لزيارة اللواء الثاني مشاة بحري في بلحاف وهو ما تم يوم امس وعدنا إلى عدن بعد زيارات على طول وعرض المناطق الشرقية استمرت 11 يوما بالوفاء والتمام .. وعدنا بسلامة الله وحفظه والحمدلله. اكتب السطور من بيتي بمدينة عدن المقهورة ..حتى نلتقي سلااااااااااام