آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-02:05م

في الذكرى السنوية الرابعة لوفاة المناضل الوطني الكبير علي صالح عباد "مقبل"

الأحد - 03 مارس 2024 - الساعة 09:29 م

د. عبدالله عوبل
بقلم: د. عبدالله عوبل
- ارشيف الكاتب



في ذكرى رحيله الرابعة، نفتقد الى وطني مثله قويا وشجاعا في وجه الاعصار ،،إنه هامة كبيرة من هامات الوطن، مازال أسمه يتردد بين الحين والآخر،أنه  العزيز..المناضل الوطني الكبير الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الرفيق علي صالح عباد "مقبل" رحمه الله، 
ونحن هنا نعبر عن التقدير والامتنان لهذه الشخصية الفذة، مقبل الذي استطاع أن يجمع بين السياسي المثقف والقائد المناضل الحازم. لقد قضى حياته مناضلا ضد الاستعمار البريطاني وقياديا في الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل ثم واحد من أبرز قيادات التنظيم السياسي الجبهة القومية الذين تحملوا بعد الاستقلال  مشقة بناء الدولة الوطنية الثورية، جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم جمهورية اليمن الدينقراطية الشعبية، لم يتوقف عن اداء دوره الوطني واستمر حتى تحقيق الوحدة اليمنية في ٢٢مايو ١٩٩٠م.حيث بقي قياديا في المكتب السياسي  حتى حرب ١٩٩٤م الظالمة،،فتولى قيادة الحزب وانتشاله من براثن القوى المتنفذة التي كانت تسعى لاجتثاث الحزب وتدمير بنيانه وتجريده من كل مقوماته.  
مقبل  الغائب عنا الحاضر فينا روح تحثنا دوما على قوة الموقف، والشجاعة في الطرح، ومقاومة الظلم..نموذج للقائد الذي لايساوم في قضايا وطنه،،عاش متواضعا، تحمل ظلم ذوي القربى من الرفاق،، وظل شامخا،،لم يتغير ولم تتبدل لديه روح المقاومة،،عزيز النفس، أنه مقبل أكبر من اي كلام وأقوى من اي تعبير...انه صاحب الرؤية والرأي،،عمود يمني كبير يطاول أعمدة الشمس، وحكيم علم بكل تفاصيل وتظاريس المجتمع،،،يساري لم يبتعد عن تكوينه الفكري وقناعاته بالعدالة الاجتماعية،،حين تحول البعض إلى فيها واعظون في مجتمع يعز على المرء أن يواجه بالحق السلطان والطغيان..لكن مقبل كان في كل العواصف ينهض واقفا،،،بل واوقف معه الحزب الاشتراكي الذي تعرض لحملات التجريم والتحريض وإباحة دماء مناضليه ومصادرة ممتلكاته ومقراته..رغم ذلك لم يخشى مقبل على حياته وقاد الحزب في هذه الظروف الصعبة واوصله  إلى بر الأمان.
إننا نتذكر أحد الابطال الانقياء الذين قدموا في حياتهم كل مايستطيعون من أجل رفعة وطنهم وكرامة مواطنيه،، فإننا ندعو إلى دراسة تراث مقبل،،باعتباره نموذجا للمناضل الوطني الذي يجب الاقتداء به، يجب أن يتعلم أبناءنا المواقف الشجاعة وقيم النضال النبيلة والسلوك السياسي الملتزم برؤية واضحة وأهداف وطنية محددة...نقول ذلك لأن الحروب اليوم قد دمرت  فينا أشياء كثيرة دمرت القيم النبيلة والصفات النضالية،، وتوسعت في ظل الحرب اسواق النخاسة لبيع المواقف،، والتضحية بالوطن في سبيل المصالح الشخصية...ان محاربة الفساد اليوم تتطلب قادة مناضلين أمثال مقبل،، قادة مستقبليين منزهين من كل التلوث الجاري في الضمائر والعقول..
مقبل أيها القائد النموذج في الأرض للوطن،،،نفتقدك في لحظات عصيبة كهذه،،نحتاج فيها إلى رجال أوفياء مخلصين لشعبهم،،أمناء على رسالاتهم،،يسكنون في الوجدان والضمير...نم أيها العزيز بسلام فالأرض التي تحتضن رفاتك،،تقابلك بالوفاء..كما كنت وفيا لها دوما...الرحمة للفقيد الراحل والمجد والخلود للوطن المثقل بالحروب والصراعات حيث لاوجود لقضية ولا معنى يحمله المتصارعون سوى اشباع الذات وغرور السطوة،،والانفراد بالحكم حتى وآن كانت جنازير مدرعاتهم تدوس على أشلاء الوطن الجريح..المجد للوطن والسقوط لكل الاوهام المشحونة بروح  التجبر والاستبداد...

عضو مجلس النواب سالم منصور حيدرة
عبدالله عويل وزير سابق