آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:47ص

مئة وخمسون يوما صمود

السبت - 02 مارس 2024 - الساعة 12:28 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




خمسة أشهر انطوت والفلسطينيون في غزة يجددون شعلة كفاحهم وكعادتهم يعمدون ثورتهم بالدماء ويوثقونها بارواحهم ولا يزيدهم التعنت الصهيوني إلا ثباتا واصرارا على السير قدما في تطهير وطنهم من دنس الباغي المحتل ويدفعهم لصد بغيه بكل ما يملكون من قوة .
لم يهز معنويات الغزاويين التخاذل العربي وتواري غضب الدول الاسلامية والوهن الاقليمي والخنوع الدولي بل زاد ايمانهم بقوتهم وتضاعفت همهم وهم يلملمون شتاتهم ويداوون جراحهم ويودعون من يحبون ودموعهم محبوسة في الجفون لأن استمرار العدوان وهم يستميتون لرده وإعادة الخنجر الذي يحاول الغازي دفنه في صدورهم إلى صدره فقد أدخل استبسال اهل غزة الرعب بل أصبح الغزاوي في نفوس المستوطنين هو الموت بعينة
مئة وخمسون يوما من البغي والعدوان وأهل غزة يدندنون إما النصر وأما الشهادة ولا يقبلون بالأملاءات التي تفرض عليهم والتنازل عن حقهم في الوطن وقبول الحلول المبتورة التي تقدم من هنا وهناك زعموا أنها حقنا للدماء وحفاظا على الحق الفلسطيني لكن اهل غزة باتوا على يقين أن ما يسلب بالقوة لا يرد إلا بالقوة وهم في هذا السبيل يقدمون الغالي والنفيس لتلقين الاعداء دروسا بالغة الروعة في الصمود والثبات لا يفهمها البغاة الذين يتمترسون خلف اسلحتهم البالغة التطور وخلف الداعمين لهم في اوربا وامريكا زعموا انهم رعاة سلام وإن هم ألا سند للعدوان والبغي.
انطوت القرارات التي صدرت من جهات مختلفة اسموها عدل وامن دولي وهي بعيدة المضمون عن اسمها.
خمسة أشهر واهل غزة يديقون المحتل الخوف ويجرعونه الموت في كل لحظة يسقط فيها شهيد او جريح وهم يصرخون ويبتهلون بالدعاء لقبول شهيدهم ويتوعدون بالرد ما يزيد عدوهم دعرا وخوفا وارتباكا
غزة اليوم جنوبا وشمالها حتى حدودها في رفح اصبحت أيقونة للصمود والاستبسال بل أصبحت عنوان لنيل الحق وكشفت عور الاحتلال واحرجت دعاة العدل وحقوق الانسان وو ضعتهم في القائمة السوداء للعمالة والتواطؤ والتخاذل وعرة الانظمة المتهاوية التي تسابقت تمد يد التطبيع والخيانة.

عصام مريسي