آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:13ص

وترجل الشهيد أحمد العطروس فارسا عن صهوة جواده

السبت - 02 مارس 2024 - الساعة 01:35 ص

دهمس محمد (أبومرسال)
بقلم: دهمس محمد (أبومرسال)
- ارشيف الكاتب


قد يكون مقالي هذا متأخراً قليلاً ارثي فيه بطلاً من أبطالنا أحد شباب وقيادات المقاومة الجنوبية
في القلب الف حسرة وفي العين الف دمعه وعبره ، واحيانا لا نستطيع التعبير عن مشاعرنا وتوصيل رسالتنا في وقتها منها التعبير عن القيم والمبادئ والوفاء والعرفان لشهدائنا منهم شهيدنا الطاهر في جبهة ثره الحدودية بمحافظة أبين الأخ البطل احمد علي العطروس الذي استشهد يوم أمس الأول في جبهة ثره بهجوم طيران مسير لمليشيات الحوثي الإرهابية،
رجل شجاع وشريف من خير الرجال والشباب الأبطال الذين شاركوا في حرب التحرير عام 2015م عند تحرير الجنوب وأبين ومديريات المنطقة الوسطى من جحافل العدو الحوثي وعفاش ، كان من شباب المقاومة المجاهدين والمتحمسين الذين تجدهم دائما في طلائع الصفوف ظل بعدها مقاوما جنويباً مخلصاً ومرابطاً مع اخوانه من ابطال المقاومة في جبهة ثره حتى يوم استشهاده يوم الاربعاء بعملية غادرة من العدو الذي لا يستهدف دائما الا من اوجعوهم .

لازلت اتذكر جيداً التقيت بهذا البطل الشهيد كثير من المرات عند نزولنا ميدانيا للتغطية الإعلامية إلى جبهة ثره وبعض المواقع التابعة للجبهة في منطقة الحضن كان فأرسا يعتلي المدفعية والدبابة وحامل بندقيته ولا يهاب المخاطر كلماته الوطنية، وحديثه لازال في فكري والاذهان حبه ودفاعه المستميت عن الجنوب،

كان مثالاً للعمل والاجتهاد والإخلاص والحس الوطني وغيرته على أرضه ووطنه والذي قالها لي يوماً بعد أن توشح مني علم صغير للجنوب كان لدي قائلاً للابطال من حوله هذا علمنا وهذا وطننا الوحيد الذي لا نرضى به بديلا ، سنضحي من أجل الدين والأرض وهذا الوطن ولن نسمح لمليشيات إيران جاءت من الكهوف ولا مكان لهم في أرضنا وجنوبنا سيرحل المحتل بالسلم او بالردع .

وأننا بأستشهاده خساره كبيرة ولكن لا نقول دائما الا حسبنا الله ونعم الوكيل ومهما زاد الألم والجراح لفقدان مثل هذا الشهيد . مهما تعددت الهجمات الإرهابية للحوثي . مهما اشتدت المعاناة وازدادت حلكة الظلام سنظل على درب الشهيد وكل الشهداء . مع شعبنا الجنوبي على هذا المبدأ ثابتين ومتسلحين بالإرادة الصادقة والقوية وبقرارنا الوطني المستقل،
لابد من بزوغ الفجر مادمنا متمسكين بذلك وصامدين فوق أرضنا على طريقهم ، ثقتنا بنصره ووعده لأننا أصحاب الحق والحق دائما هو المنتصر مهما تكالبت مؤامرات تلك القوى المعادية وحملاتها التضليلية بكل الوسائل فالحق مشرق كالشمس وهو المنتصر .
وأما شهيدنا ابن العطروس فنم قرير العين ،رغم أن فراغك ايها الشهيد المقدام الفدائي صعب ولكنك ترجلت فارسا عن صهوة جوادك وارتقت روحك الطاهرة عنان السماء ملتحقه بكوكبة وقوافل من شهداء الجنوب الأبرار النبلاء تاركاً لنا قصة حزينه وسيره خالده تكتب بدم القلب عشت شريفاً مخلصاً وشجاعاً ودماثة أخلاقه.

ستظل ايها الشهيد ، وكل شهيد عشق الحرية والكرامة والاستبسال نفديكم بدمائنا وأرواحنا ، كل الشهداء والأحرار الذين ضحوا وسقطوا لأجل الدفاع عن أرضهم ووطنهم الجنوب ، ومشروعنا الوطني الجنوبي التحرري.

ستظل هذه التضحيات والمائر البطولية التي سطروها في ميادين الشرف والفداء حيه فينا ، والسير في ذات الدرب الذي رسمه الشهداء عشاق الحرية والكرامة ولنا في قصصهم الخالدة المكتوبة بدم القلب صمود وعزم لا يلين وعهدا قطعناه لكل الشهداء الأبطال أننا على طريقهم المنشود والخطى سائرون حتى الحرية والكرامة الكاملة والتحرير الذي نفدي ثمنها دماء طاهرة حتى تحقيق كل آمال شعبنا وتطلعاته الوطنية بتجسيد واستعادة هذه الحرية الغالية ونيل الاستقلال .

همسة اخيره نثق بالله في معركة مقدسة للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة واستلهام الدروس والعبر والعزيمة من مواقف شهداءنا الأخيار وتضحياتهم فهي وقود نتزود بها للمواصلة على طريقهم والوفاء لهم بالحفاظ على ما حققوه من انتصارات عظيمة وبذل مزيداً من الرعاية والاهتمام بأسر الشهداء وذويهم وكذلك تعزيز الصمود والاستمرار على نهجهم في الثبات على الحق والمبدأ فشهداؤنا هم رموز قيمنا ونبراس عزنا ولنا الفخر الكبير بما قدموه وعهدا علينا أن نمضي في السير على ذلك حتى دحر الغزاة المعتدين واستعادة الحرية ودولتنا الجنوبية كاملة السيادة.

المجد والخلود لشهيد جبهة ثره المقاوم العطروس رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وكل شهداء الجنوب ، ولا نامت أعين الجبناء الأشرار الانذال .