آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-05:47م

هل تنهي الزراعة معاناتنا الطويلة مع الآم الأسنان؟

الخميس - 29 فبراير 2024 - الساعة 05:42 م

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب




أحمد ألله على بدء تجاوز أكبر معاناة عرفتها في حياتي مع الالآم، رغم أنها لم تفارقني منذ قرابة عقد من الزمن، على بدء انهيار وتفتت وتآكل اسناني وضروسي، لأسباب كثيرة منهآ وراثية وعدم مراعاة لضعف نوعيتها اللبنية وأخرى لجهل وطمع ولا مبالاة الغالبية العظمي من أطباء وطبيبات الأسنان بعدن ممن عجلوا بتدميرها تماما،نتيجة اقتصار تفكيرهم على كيفية اقناعك بالخلع بأي طريقة باعتباره الطريقه الاسهل والاسرع والأقرب لاطماعهم من حيث المقابل المضمون لهم، ولضمان استمرار ترددك عليهم بعدها ،كون ذلك سيضمن لهم ضحية جديدة سيتردد على مسالخهم التي لا حسيب عليها ولا رقيب،وأسباب أخرى مضحكة مبكيى سأتحدث عنها لاحقا بأول بث مباشر لي في الفيسبوك بإذن ألله تعالى

المهم أعود إليكم الآن إلى صلب معاناتي التي عشتها طيلة الايام الثلاثة الماضية وما أزال، مع استمرار ألآم اجراءات التشليح والقلع والخلع للأسنان وبقايا الضروس هنا،في احد أشهر وأكبر المستشفيات الهندية العالمية، بمدينة بنجلور.

ولكم أحبتي أن تتخيلوا فقط مشاركة طاقم طبي متكامل من بروفيسور الجراحة المشرف العام
وطبيب الجراحة المساعد ومساعدتيه وخبيري التخدير والتجميل وفنية اضاءة ومختص بضبط الكميات والمقاييس للحدائد المستخدمة إضافة إلى مختص للكي بالليزر وآخرين غير أساسيين لحالات التدخل الاضطرارية.. سارفق لكم صور وفيديوهات في التعليقات لمن يهمه الأمر او يفكر بزراعة أسنان ويعتقد أنها قد تكون أفضل من أسنان ألله الواهب الرحيم.

وتخيلوا مشاركة درين كهربائي لخدر عظمة الفك بكل قوة والم فوق أقوى كمية تخدير ممكنة بعد نخر العظمة بكرين مدبب..
وبعده زرع خابور الحديد بمفرص داخل العظمة ولعد فتح فتح للثة بأكثر من مشرط وبمشاركة البروفيسور ومساعده الجراج ومساعدتهما في شفط الدماء أولا بأول بادرة شفط كهربائية
قبل ثبيت الخابور والتأكد من ثباته بأقوى قوة ممكنة داخل منقطة متصلة بخلايا الدماغ كالضروس الطبيعية وتشعر بذلك بوضوح سواء خلال الوشر على صلب العظمة

ثم الانتقال للمرحلة الثانية المتمثلة بإدخال مسامير الربط الخاصة بين العظمة وجسر الأسنان الجديدة وتثبيتها بمثبت كهربائي أيضا والتأكد من جهاز الكشافة المباشر أمامي بأنها وصلت لمبتغاها تمهيدا للانتقال

للمرحلة الثالثة وهي المتمثلة بتثبت غلاف ثالث مزود بتريت لشد المسمار وتثبيته بخابور القاعده الأساسية المغروسة داخل العظمة ومن ثم تغطيتهما بغلاف حديد وعبر بانة مربعة صغيره تشعر بها تشد جنسك مع رأسك ودماغك وضهرك معا وبألم لا يكاد يقاوم،قبل أن يأتي الجراج الرئيسي ببانة مدورة شبيه ببانة السماكرة لتشطين بلتات إطار السيارة بعد تبديلة.

وتأتي المرحلة الخامسة الأصعب والاقسى في الوقت الذي تعتقد فيه أن مرحلة ألمك الأهم قد عدت
ولكن تتفاجأ بماكينة خياط كهربائي مزودة بخيط
ويزاد رعبك منها أكثر من كل سابقاتها،حينما يستنفر البروفيسور كل فريقه للحضور جواره
ويبدأوا بالتجمهر حولك والتوزع في أكثر من مهام، فاحدى المساعدات تفتح الفم بأكبر زاوية ممكنة وأخرى تنظف الدم بالشفاط الكهربائي وثالثة بمناشف عطبية لتبقى فاتحا فمك المدمر، مستعدا للقادم، وبعد جهد جهيد لمحاولة تنشيف فمك من الدماء الغزيرة،قبل أن تبدأ عملية خياطة الجنس كالرقعة من الزاوية إلى الآخرى ذهابا وايابا بينما تشعر بأن وخز الإبرة في صلب دماغك وليس جنسك الدامي فقط من شدة الالام التي لا تقاوم ولا ينفع معها التخدير،بعد أن استنفذت فوق الكميات المسموح بها طبيا،ولم يعد أمامي إلا الصبر والتحمل وعدم المقاومة لأني أدركت مباشرة من حالة تأهب الطاقم وابتسامات المساعدات التعاطفية معي، بأنها مرحلة الأمر الجلل والألم الأكبر وليس أمامي من خيار إلا التحمل موتا أوحياة، ولا يمكن لمثلي التراجع للوراء مهما بلغ الأمر،لذلك تحملت إلى درجه إعجاب الفريق بقوة صبري باصعب مرحلة وانبهار البروفيسور بهدوئي وتحملي للالام الاكبر وعدم فقدان الوعي أو محاولة الرفض والتوتر والاشتباك مع الفريق كما قالها باعجاب وحرص على المترجم مرتين على ترجمتها لي بوضوح قبل السلام الحار علي وسؤالي من اي بلد
فقلنا له اليمن
وعلى الفور ضحك
وقال صنعاء حوثي
فعدت لألمي وتركت المترجم يكمل له الإجابة على سؤاله الصادم باقرانه اليمن اليوم بالحوثي، بعد أن أخبرني المترجم أن الهنود هنا كانوا قبل أحداث الحرب العدوانية على جzة وتبعاتها ومهاجمة الجماعة المتمردة للسفن المتصلة بالعدو وداعميه بباب الكندب، لا يعرفون شيئا عن اليمن.

المهم تركوني بضع دقائق كاستراحة محارب لهم ولتنظيف نزيف الدم من فمي،قبل أن يعود البروفيسور ومساعده للاقتراب مني ومحاولة تطميني بأن الأمور سارت على خير وأنهم يعتذرون مني على الألم الذي لا بد منه غصبا عنهم وللتعبير عن شكرهم كوني كنت صبورا قويا جلدا متعاونا معهم،عكس كل من سبقوني،
بينما كنت أحاول إغلاق فمي عبثا حتى لا يعودوا إلى ايلامي مجددا في وقت لم تتوقف فيه الدماء أو يجف منها،ولذلك صرخت دون القدرة على الكلام وطلبت المرافق والمترجم للحضور وفعلا استدعوهم فقلت للمترجم أخبرهم أرجوك إني خلاص استنفذت كل طاقاتي وقدراتي على التحمل وبدأت أشعر بدوخة وغيبوبة
فاخبرهم وفورا اعتذروا مجددا مع اشارة الضرب على الصدر أيضا لليمني القادم من بلاد الحوثي بنظرهم.
وقالوا خلاص انتهينا ولكن تبقت آخر مرحلة متمثلة بأخذ القياس للفك مع المسامير والصبيات الحديدية المغروسة، لتسهيل مهمة عدم الاضطرار مجددا لتخديري يوم آخر
وفعلا اطمئنيت يارفيقي الحنشي حتى ادخلو الصلصال مع قاعدته
وبدأوا بلصقه بقوة على كامل الجنس المتؤلم لأخذ القياس من كل الجهات، وفي وقت كنت اتألم فيه أيضا بشكل لأدا يمكن تحمله لكن ماعاد باليد حيله،فقد تحملت الكثير وبقيت واعيا اتأمل كل مايجري رغم الإضاءة المتعبة جدا لعيني واحاول أن اقرا مأساتي في عين المساعدات الأكثر رحمة وتعاطفا معي، بعد أن طالت مدة العملية من ساعة ونصف كما كان مقررا إلى أكثر من أربع ساعات، كان ختامها الحرق بالليزر لمناطق بجنسي وكأنها زوايد لحمية بعد تثبيت القواعد في الجنس ومحاولة ضبط صلصال القياس بدونها،وتخيل نفسك ترى النار تحرق لحما في فمك ورائحة الحنيذ تفوح في أنفك وآلله وأتمنى من أي طبيب أو مختص افادتي حول دوافع إستخدام الليزر، واكون شاكرا له.

المهم والأهم،، تبقى اليوم الثاني،أمس الخميس،من قلع وخلع وفتح الجنس الأعلى أيضا لتركيب سكاريب الزراعة لكامل الفك الأعلى أيضا،بعد ان كنت تطمنت بأن المهمة لن تكون بنفس آلام وتعب الفك الأسفل الذي يعتمد عليه في قوة التحمل والطحن بالدرجة الأولى،غير أن للحقيقة كانت معاكسة والآلام أكثر باعتباره هناك ضرسين ماتزال ببعض روحها والربط الأساسي والخياطة الأكثر كانت بسطح الفك الأعلى.
وبالتالي فقد كانت الالام هي القاسم المشترك وأدوات الشغل من الدرين والدبابيس وشلمنات المفرص والخوابير الحادة الى الدساميس والبانات والصبرة وغيرها من أدوات التقطيع وشق اللثة وغرس القواعد الحديدبة الأربع أيضا وبذات القوة التي لا تختلف ولم تكن لي حيلة في الرفض أو المقاومة أو التراجع كون مساعدين مختصين متأهبين لمساعدة الفريق في ربط أحزمة تثبيتي وتكتيف اي مقاومة معطلة في آخر لحظات المتعبة لكل الحالات دون اختلاف
ومما لفت انتباهي أن الممرضة تسحب دم مني عند كل نهاية جلسة وبفصولي الصحفي سألتها عن السبب بلغة انجليزية شبيهة بانجليزيتها المتعبة جدا كون هناك حالة سرعة غريبة في انجليزية الهنود وأكثر من خمسين لغة هندية مختلفة عن الآخرى أيضا،فقالت لي لقياس الدم الفاقد منك حتى يتم وضعه ضمن عوامل تقييم نجاح عملية الزراعة النهائية

والآن قاعد لوحدي اداعب ذكرياتي مع اسناني واستخصر شريط ليالي ويوميات معاناتي معها وأنتظر خمسة أيام أحبتي لاول عودة لتفقد كمية الدم المسحوب وعودة أخرى بعد عشرة أيام حتى تلتئم الفكين ثم عودة ثالثة بعد شهر إلى الى الطبيب المساعد وفريقه لتركيب أسنان اصطناعية تجريبية مؤقتة على القواعد بذات حجم الأسنان السويدية المعتمدة بالنهاية، بعد مرور ستة أشهر من التعود على التجريبية ولاجل مراجعة البروفيسور الجراح حول اي مضاعفات أو صعوبات في التكيف معها قبل العودة لتركيب الأساسية في حال عدم ظهور اي مضاعفات بإذن ألله تعالى.
ولله الحمد والشكر والمنة من قبل ومن بعد... ويارب عوضني بها عن سنوات الألم والمعاناة الطويلة مع الأسنان

وكل أمنيتي منكم أصدقائي واحبتي الآن، دعوة أخوية صادقة بنجاح الزراعة وتوديعي ليوميات الالام وليالي العناء الطويل نع اوجاع الأسنان والضروس التي لايعرف معاناتها الا من عاناها

وكونوا بخير وسعادة ورمضانكم مبارك مقدما وكم أتمنى أن أعيش روعة لياليه معكم في الوطن وعدن على وجه الخصوص.
ولا أراكم ألله شرا ولا مكروه في أنفسكم وضروسكم ولا أهلكم جميعا.
#ماجد_الداعري