آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:14م

الزحف إلى فرساي ومعاشيق

الجمعة - 23 فبراير 2024 - الساعة 05:14 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب




انشغلت الاسرة الملكية الحاكمة بالبحث عن ملذاتها وانغلقت بعيدا تبحث عن ارضاء الهوايات والشهوات متخذة من فرساي البعيد عن باريس والقريب من الغابات المحيطة من باريس حيث يمارس لويس السادس عشر هواية الصيد و تغوص ماري انطوانيت في حفلاتها الصاخبة تتلذذ باصناف الاطعمة والمشروبات و الفرنسيون يتضورون جوعا ويبحثون عن الخبز حيث كانت مسؤولية توفير الخبز حاجة نسائية حينها في فرنسا ، فقررت الباريسيات الزحف نحو فرساي القصر الملكي الذي توارت الطبقة الحاكمة فيه بعيدا عن مطالب الجوعى الذين لم يكن لهم مطلب سوى رغيف الخبز وفي معاشيق تتوارى الحكومة والقيادات السياسية من مختلف التوجهات واضعه رأسها في الرمل لتحجب أو يحجب عنها مايدور في البلاد من تردي اقتصادي وفساد أداري وتشققات سياسية ولتضع أناملها في أذانها كي لا تسمع أنات الجوعى وصرخات المحتاجين نست او تتناسى دورها كقيادة في معالجة الامور كونها أصبحت قيادات مكبلة بالقرار الاقليمي ثم الدولي فهي تتوارى كي تتنصل من المسؤولية تاركة الحبل على الغارب تتحاذبه القوى المحلية التي تفرخت من رحم الفوضى والمعاناة والحرب.
فحين تعالت صرخات الجوعى قرر الفرنسيون وخاصة من الطبقة المعدومة في تلك الحقبة الملكية البائسة في ظل سيطرة الاقطاع من ملاك الاراضي والقادة العسكريين ورجال الكنيسة والطبقة البرجوازية من الامراء والملاك وكان قرار لا تراجع عنه فقد طفقت بطونهم الخاوية قرقرة ولا شيء يسكتها إلا الخبز الذي بات معدوما في بيوتهم بينما الملكة الصغيرة هناك تعبث باصناف الطعام مما لذ وطاب في حفلات يدعى اليها الاثرياء المترفين.
وفي معاشيق جولات وصولات لموائد يدعى لها من قد اكتظت كروشهم بخيرات الوطن واثروا من من مناصبهم التي تقلدوها لخدمة الوطن والمواطن فإذا بخير الوطن يصبح حكرا عليهم وهم يتنقلون بين حجرات القصر الرئاسي وصالات الاجتماعات المغلقة والمفتوحة ومجالس القات التي يساق اليها اعلى أنواع القات ويستقبلون الملوك والامراء ممن منحوهم حق البقاء والاستمرار في المناصب وهم يتجولون من منصب إلى اخر حتى أصبحت دائرة تولي المناصب السيادية حلقة مغلقة على جملة من الاسماء لا تنفك من منصب حتى تتقلد منصب أخر.
لكن الجوع أصبح عامل مشترك بين شعب الجنوب والشعب الفرنسي في تلك الحقب لهذا قرر الجنوبيون الزحف بمطالبهم المشروعة نحو القيادة المستكينة في معاشيق لتحرجهم و تخرجهم من عزلتهم وسباتهم وتخاذلهم عن مباشرة الامور ووضع الحلول للمشاكل حسب الاولويات والجوع من اولى تلك الاولويات
فالشارع الجنوبي اليوم يضج مللا من تخاذل القيادة وعجزها و تسويف الحلول.
وصلت جموع الفلاحين من النساء وانضم اليهم الثوار الذين أردوا تغير الملكية المطلقة بالملكية الدستورية وأرباب بعض المهن والحرف والجنود الذين تغيرت رؤيتهم الوطنية وباتوا على اقتناع بمبادئ الثورة التي يقودها الجياع في باريس وضواحيها حتى اشرفوا من أسوار القصر الذي كان بمثابة منتجع للملك والملكة والطبقة الحاكمة وبعد محاولات اغتيال الملكة اجبرت الجموع الطبقة الملكية على العودة الى باريس فهل تنجح الجموع الجائعة الي بات كل هدفها الوصول إلى معاشيق لاخراج الطبقة القيادية التي باتت تشعر بانها طبقة ملكية لطول توليها تلك الناصب القيادية رغم فشلها في معالجة كل مشاكل شعب جنوب اليمن ومن اولى تلك المشاكل الجوع الذي اصبح حدث يهدد كثير من الجنوبيين إعادة انتشار الطبقة القيادية في شوارع ومدن البلاد ليروا عن كثب حالة البؤس التي وصل اليها الانسان في جنوب اليمن وترك كل المشاريع الضيقة واغلاق الباب أمام العابثين الذين يريدون استمرار حالة التفلت والتخاذل لتحقيق مأربهم الخفية في الوطن
عصام مريسي