آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-02:52م

الحوار الجنوبي الجنوبي من يرفضه ومن يمنعه ؟!!

الأربعاء - 21 فبراير 2024 - الساعة 11:57 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب




 منذ ما بعد تحرير عدن من إجتياح الحوثي لها و حتى اليوم مر الجنوب وقضيته يمنعطفات و مؤامرات وضغوط البعض منها كان يأتي من الداخل و البعض منها كان يأتي من الخارج و كل ذلك قد أفضى إلى العديد من التصدعات و التمزيق في وحدة الصف الجنوبي سياسيا وإجتماعيا و عسكريا وكان ذلك سببا رئيس ضعف حضورها على مستوى أروقة الحلول الأممية والدبلوماسية المتعلقة بشأن حلول ومفاوضات أنهاء الحرب في اليمن وحتى انه تم الإتفاق على موائد تلك الأروقة على تأجيل الحديث عنها إلى آخر مرحلة من مراحل السلام ومن خلال الحكومة اليمنية المشتركة التي ستنتج  عن عملية السلام ، ومع ان عودة القوة والزخم والحضور للقضية والإستقلال الجنوبي مرهون بوحدة الصف الجنوبي وهو ما تتفق عليه كل القوى والكيانات والقيادات الجنوبية الا ان ذلك لم يحدث حتى الآن فهل هناك من يرفض الحوار الجنوبي الجنوبي من القوى الجنوبية او ان هناك من يمنعه من القوى او الدول الأقليمية؟

  طرحت ذلك على قيادي وعضو في الجمعية العمومية التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي فاجاب.. نحن في المجلس الإنتقالي نرحب بأي حوار جنوبي جنوبي وقد عقدنا عدة حوارات كما شكلنا لجنة خاصة وأعلنا ان من لن يأتي إلينا سنذهب إليه و ان ذلك يأتي من أيماننا بمبدئ الشراكة الجنوبية مع كل القوى الجنوبية..

  وسبق لي ان طرحت السؤال نفسه على احد القيادات الجنوبية ورئيس أكبر مكون حراكي جنوبي و أرفقته بمداخلة عضو الجمعية العمومية فاجاب مقتضبا... اتحداه ان يعلن بيان رسمي ويدعي جميع مكونات الحراك والاحزاب الجنوبية الى وحدة القرار السياسي في اطار جبهة وطنية جنوبية موحدة وانا ومكوننا في مقدمة المستجيبين..

  من هنا يتضح ان المجلس الانتقالي يصر على أن اي حوار جنوبي جنوبي لابد أن يكون في إطاره و تحت مظلته ، بينما بقية المكونات لا تريد حوارا يفضي إلى تحالف أشبه بتحالف اللقاء المشترك الذي هيمن عليه حزب الإصلاح ، كما أنها تتخوف من تكرار تجربة هيمنة الحزب الاشتراكي ابان حكم الجنوبية و تدعي إلى تعددية وشراكة جنوبية حقيقية ..

 في بدايات العام انتهزت بعض القيادات الجنوبية في القاهرة و جود رئيس المجلس الانتقالي فيها و تمت دعوته إلى بيت الشيخ العيسي فيها و تم طرح عليه امر ضرورة وحدة الصف الجنوبي و مما طرح حول ذلك أن يتم الإعلان عن إطار جنوبي يمثل الجنوب و ان تتساوى فيه نسبة التمثيل لجميع المحافظات و ان يعمل ممثلا للجنوب في كافة المحافل و تحت ميثاق شرف جنوبي و ليس منا من يخرج عن الثوابت الجنوبية و وافق الزبيدي على ذلك و على انه سيعود إلى عدن و يتم الإعلان عنه وتنفيذه و على هذا كان الإتفاق لكن الجميع تفاجئ بعد ذلك بمغادرته من مطار القاهره بإتجاه أبوظبي و تم إنتظار تفعيل الإتفاق و هو مالم يتم وتم تجاهله تماما و تم فهم ذلك على أن الإمارات لم توافق الزبيدي على تم الاتفاق عليه و منعته من تنفيذه..

     بعد عدة أشهر وردا على ذلك اجتمع العديد من القيادات الجنوبية في القاهرة و تم الإعلان ان سيتمخض عنه الاعلان عن تكتل جنوبي جامع لكل الجنوبيين و بعد أن وصلت فعلا تلك القيادات إلى مكان الاجتماع الا ان هناك من مارس ضغوطا سياسية على بعض القيادات و كذلك على الدولة المضيفة و هو ما اجهض اللقاء و أفشل اعلان هذا التكتل..

  الإمارات هي من تمنع المجلس الإنتقالي من تحقيق اية توافقات او تحالفات جنوبية قوية ، كما أنها من تمنع قيام اي تكتل جنوبي قوي مناوئ للمجلس الانتقالي لأنها تريد أن يبقى هو هو المسيطر و الممثل للقرار الجنوبي ،  ليس من أجل مصلحة الجنوب و لكن ليبقى هو لسانها و يدها و اداتها و ممثل لمصالحها على مائدة المفاوضات و اية تسويات محتملة للحل النهائي في اليمن ، و هي من تعمل على أضعاف المجلس الانتقالي سياسيا ليبقى هكذا وحيدا و تحت طوعها بدليل انها تسمح للرياض بتشكيل بعض المجالس السياسية المناوئة له و لا تتدخل في ذلك..

 إلى العقلاء في قيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي لا تستطيعون الإنكار أنه بعد هذه السنوات والتضحيات و الهيمنة أنكم حتى الساعة و اللحظة لازلتم تطالبون المبعوث الأممي بأن يكون للقضية الجنوبي حيز و ممثل في مسار المفاوضات النهائية و هذا يعد فشلا ولا احد من الجنوبيين او مكونات الجنوب يريد أن يتم الاطاحة بالمجلس الانتقالي و لكن من باب تصحيح المسار و لمصلحة الجنوب ووحدة الصف الجنوبي أعلنوا عن تشكيل إطار او حامل او حتى حكومة جنوبية مصغرة بمشاركة الكل مثلها مثل المجلس الرئاسي او الحكومة اليمنية التي تشاركون فيها ام ان ذلك سيبقى مرهون بموافقة الإمارات ومصالحها لا موافقتكم و مصالح الجنوب.