آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

الهروب من مواجهة الحقيقة

السبت - 17 فبراير 2024 - الساعة 03:36 م

فواز الحميدي
بقلم: فواز الحميدي
- ارشيف الكاتب


كلنا الجنوبيين نعلم علم اليقين وندرك تماماً ان تعيين رئيس الحكومة الجديد ليس فيه خيرا للجنوب،
ومن عينوه أيضاً يريدون استمرار واقع الجنوب كما هو بل يريدوه ان يزداد سوءاً،
وهم بهكذا تعيين قد افصحوا وكشفوا ما يبطنون،
لذا نقول الأمر واضح وجلي فلا يحتاج الى تأويلات او زرع اوهام جديدة او تلاعب بالعواطف،
بحسب ما قال المثل الخط واضح من العنوان .

كل ذلك معروف وواضح فلا استغراب لما يعملون، وانما ما نستغربه هو استمرار بعض النشطاء والإعلاميين في ممارسة التضليل والمغالطات
ويعدون ذلك شطارة وذكاء منهم ، مع انه الغباء بعينه.

قرأت الكثير من هذه التغريدات.
فمنهم من يقول قد استطاع الانتقالي لعب الكرة الى ملعب الحكومة ، يعني انه عندما قبل برئيس الحكومة الجديد وقال سنراقب الواقع الميداني من الحكومة إذا عملت على انتشال الاوضاع، وهو بكلام كهذا كأنه لا يعلم النتائج او سيرة الرجل وتاريخه وهو سفير ومن ثم وزيراً للخارجية ازداد فشلاً وفساداً وثراء فهل سيكون ملاك عندما تعين رئيساً للحكومة ويتحول لرجل صالح وخير ومفيد؟!

الانتقالي لم يجدل الكرة لملعب الحكومة او يحملها الفشل كمبرر امام الشعب، هذا الكلام لم يجدي نفعاً اليوم فإذا كانت الحكومة فاسدة او فاشلة فأنت تحمل معها من فشلها وفسادها لانك شريك،
فكيف تجدل الكرة بملعب الحكومة ؟
وكأنهم يريدون تسجيل اهداف بذلك لكنها اهداف في مرمامهم او على فريقهم وليس في مرمى الخصم!!

كان امام الانتقالي خيارين في ذلك ليبدو موقفه افضل وهو إما فرض شخص مقبول ويعلق عليه الآمال في معالجة أوضاع البلاد، او الإنسحاب من الحكومة وتحميلها مع التحالف نتائج اي فشل، وإن له الحق في حالة الفشل إتخاذ اي اجراء مناسب لإنقاذ الشعب،
وهنا سيكون انحاز لطرف الشعب وبرأ نفسه امام الجميع، أما ان يقبل برئيس جديد للحكومة وتريد منه الخير وتبقى في الحكومة مشارك بوزارائك وتحملها هي الاخطاء فهذا هروب وتملص من مواجهة الحقيقة،
وكل ما يقال من تبريرات لن تجدي نفعاً امام الشعب الذي صبر كثيراً وانتظر خيراً لكنه يعاقب من فاسد ولص الى فاسد ولص آخر ويظل يعاني في هذه الدائرة المغلقة التي لم يستطيع ان يخرج منها .

عليكم مواجهة الحقيقة وعدم الهروب والتملص من ذلك ، واظن ان لا مخرج لكم وللشعب إلا بقول الحقيقة امام الجميع بمن فيهم التحالف بدون مجاملة بالكذب مقابل تعذيب ومعاناة شعب يئن من الفقر والجوع والعوز واوضاع اقتصادية متدهورة وغياب الخدمات كالكهرباء والصحة والتعليم كل هذه الملفات تزداد تعقيداً كل يوم بسبب الصمت الغير مبرر امام إجراءات وتعيينات واضحة النوايا والنتائج ، فعلى ماذا الرهان وذهاب الوقت هدراً ؟!!