آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

تأثير الإنترنت على العلاقات الأسرة

الجمعة - 09 فبراير 2024 - الساعة 09:08 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


مثل أي تكنولوجيا يمكن استخدام إمكانيات التقنيات الجديدة للخير أو الأذى، وبالتالي فإن تأثير الإنترنت على الأسرة يمكن أن يكون مدمرًا او مبدعًا ، كل شيء يعتمد في المقام الأول على التنشئة والعادات في أسرة معينة.
كل عام بسبب الإنترنت يقضي الأشخاص وقتًا أقل فأقل في التواصل مع أفراد العائلة شخصيًا و شعبية الشبكات الاجتماعية آخذة في الازدياد ، وذلك بفضل التواصل المباشر على وجه التحديد ، علاوة على ذلك ترتبط الزيادة في النشاط على الإنترنت ارتباطًا مباشرًا بمظاهر الاكتئاب المتكررة والشعور بالوحدة ، و غالبًا ما يرتبط الإدمان الرقمي بمشاكل عقلية وتدهور الشخصية والعزلة وتدني احترام الذات والشعور بالغربة.
اليوم يواجه الآباء المعاصرون وأطفالهم تهديدات جديدة واولها على سبيل المثال، التنمر عبر الإنترنت أو سرقة الهوية عبر الانترنيت أو انتهاك الخصوصية وهذه مشكلات خطيرة، لذا يتعين على الآباء الانتباه والتحكم في وصول أطفالهم إلى التقنيات الجديدة والبقاء على اطلاع في تواصلهم على الإنترنت.
في الوقت نفسه من المستحيل حرمانهم تمامًا من التواصل عبر الإنترنت، لأنه عامل مهم في التنشئة الاجتماعية للأطفال المعاصرين، لكن علينا أن نحد من ذلك بناءً على قواعد عائلية رقمية منضبطة ، علاوة على ذلك يحتاج البالغون أيضًا إلى محاولة الالتزام بها وإظهار مثال شخصي للأطفال على الاستهلاك المعقول لوسائل الأنترنيت .
لا يمكن وصف تكنولوجيات المعلومات نفسها بأنها "جيدة" أو "سيئة" ويعتمد تأثيرها على الغرض الذي تُستخدم من أجله وكذلك على الوقت الذي تقضيه الأسرة في استخدام الأدوات الذكية وعلى التواصل بأشكال أخرى ، وخلاصة القول إن الجوانب الإيجابية لتأثير تكنولوجيا المعلومات على الحياة الأسرية هي حاضرة ايضا مثل السماح لك بالتواصل عن بعد مع أحبائك وأصدقائك وإثراء التواصل من خلال الرسائل بتنسيق الصور والفيديو والمساعدة في تنظيم أوقات الفراغ العائلية المشتركة بسهولة أكبر و تسهيل وتسريع الوصول إلى المعرفة.
اما الجوانب السلبية فالاستخدام المفرط للتكنولوجيا يتيح لكل فرد من أفراد الأسرة أن يعيش في "عالمه" الافتراضي الخاص به، ولهذا السبب تقل مساحة التواصل العائلي المباشر وهذا التغيير في أنماط الاتصال يسبب أضرارا جسيمة للأسرة كأساس للبنية الاجتماعية كما ان عند التواصل عبر برامج المراسلة الفورية ينشأ سوء الفهم بسبب حقيقة أنه لا يمكن تلوين المعلومات بنفس الطريقة العاطفية كما في التواصل المباشر .
الحلول الرقمية المستخدمة في العمل والتعليم والترفيه من ناحية تجعل الحياة الأسرية أكثر راحة وتبسط وتسرع العديد من العمليات التي تهم الكبار والصغار، ومن ناحية أخرى فإنها تثير تحديات ومهام جديدة وعلى وجه الخصوص من الضروري إيجاد توازن بين مصالح الاسرة الخاصة والعامة ودعم ومراقبة الممارسات الرقمية فيها ودرجة تغلغل التقنيات الرقمية في الحياة اليومية للأسرة.