آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:26م

الفروق الفردية وكيفية التعامل في التدريس !

الإثنين - 05 فبراير 2024 - الساعة 02:52 م

الخضر البرهمي
بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب




إن الفشل الكبير في التربية اليوم على مستوى الوطن يرجع إلى عدم الأهتمام بالمدرسة ، ويقولون صُناع القرار في هذا المجال أن الطفل يجب أن ينشط ويوجه في عمله وتفكيره بذاته وذلك عن طريق تعاليم المجتمع الذي يعيش فيه ، فهذه دخيلة على التعليم ومن الاخطاءات التي دمرته وقتلته فحسب ، بل يوجهون التلاميذ إلى اللجوء إلى التعليم الطائفي والإلتحاف بالخدمة العسكرية والأحزمة الأمنية ، وينهجون طرقاً ملتوية وغير مشروعة في إستقطاب الناشئة كبديل عن المدرسة ، وبالتالي أتت البصائر في وطننا الحبيب عمياء !

تبدأ عملية التربية منذ الولادة وليس العكس ، فالطفل ليس كالعجينة يكيفها المربي كيف مايشاء ، ولا هو كالورقة البيضاء ينقش عليها مايريد فهذا يخالف الاعتقاد السائد عند كثير من الناس ، فهناك بلاشك اختلافات بين الأطفال المختلفي والمتساوي الأعمار فلدينا على سبيل المثال ثلاثة : سامي وخالد وأمين ، هؤلاء قد اتموا العاشرة من عمرهم ، فبقدر مابينهم من تشابه نجد اختلافات فسامي نحيل الجسم ومتأخر في الدراسة ، أما خالد فهو نشيط ومتكلم ، ولكنه لايعتمد عليه كثيراً ، لكن أمين عنده الثبات والقدره التي تؤهله لأن يكون تلميذاً ناجحاً .

هذه الاختلافات في القدرات والأمزجة تجعل من الصعب جمعهم في فصل واحد والتدريس لهم بنفس الطريقة ومعاملتهم نفس المعاملة ، فمن العبث أن نتوقع من أن سامي يساير مستوى فرقته بينما نجد أنه في مقدور أمين أن يكون في مقدمة الفرقة بدون أي جهد في حين أن خالد سيكون كثير الحركة مشاغباً لعدم وجود عمل كاف يشغله أثناء قضاء مطالب بقية أفراد الفصل ، فالفرد لايختلف عن الفرد الآخر من حيث السن أو الجنس فقط ، ولكن هناك فروق عظيمة المدى من حيث الذكاء والشخصية بين الأفراد الذين في سن معينة ومن جنس معين ، ونعني بالشخصية هنا مجموع الصفات العامة التي تميز الشخص عن غيره ، فهناك شخص مرح وآخر شديد الغضب وثالث يمكن الوثوق به فهكذا تتغير وتتبلور الشخصية من طور الى آخر وفقاً وللفروق الفردية التي يحملها التلميذ

ولقد أثبتت التجارب العلمية التي أجريت على الأطفال في سن ماقبل دخول المدرسة أن صفاتهم العقلية تتأثر إلى حد بعيد جداً بميولهم المكتسبة بطريقة شعورية أولا شعورية وقد حددت بمجالين في صفاتهم من الناحية الفردية في الاختلافات المزاجية والعقلية ، لذا فالمعلم المحترف هو الذي يبحث عن أرقى الوسائل والاساليب المضمونة لمعرفة فروق تلاميذه الفردية لتعزيزها بإيجابية ، فقد يوجد في الحياة رجل فاشل ، ولكن بالمقابل يوجد هناك رجل آخر بدأ من القاع ووصل إلى القمة !