عندما نقول انتشار الفقر المدقع والمجاعة والإصابة بالأمراض لسوء التغذية بين أوساط العسكريين في الجيش والأمن والوصول إلى حالات الوفاة فإننا لانكذب ولانهول الأمر ونصنع قصص خيالية. بل هي الحقيقة والمعلومات الدقيقة التي لاتقبل النقاش والجدل ، تأخير رواتب العسكريين تسبب في انتشار المجاعة.. وان كان الراتب ضئيل أمام الارتفاع الجنوبي لأسعار المواد الغذائية الأساسية ولايفي بالغرض لكن على الارجح يبقيهم على قيد الحياة ويطمئن أصحاب البقالات بتديينهم ما تسير من الغذاء . لكن حين يمر الشهر ويدخل الثاني إلى النصف يعجز العسكري عن توفير قوت يومه..
الكثير من الاسر تتناول وجبة واحدة في اليوم ولسوء التغذية انتشرت الأمراض وهذا العسكري لايجد قيمة العلاج والدواء وينتظر الموت وبالفعل ازدياد حالات الوفاة أكان الضباط والجنود والصف ضباط واطفالهم وزوجاتهم.
ونحن لدينا رصد دقيق لمئات الوفيات جراء مأساة تاخير صرف المرتبات.. طبعاً الحكومة والقيادات والمسؤولين يعرفون لكنهم لايحركون ساكناً
اليوم مر مايقارب شهر واسبوع من الشهر الحالي يناير لم تصرف الرواتب وقد يتاخر لأيام .
هذه سياسة التجويع والتركيع والإذلال سيناريو معد خارجياً لإنهاك الجندي والمواطن تم إغلاق المنافذ والموانئ والصادرات والموارد المحلية لايصل منها إلى البنك المركزي الا ماتيسر . رغم عودة الجبايات الإجبارية الغير قانونية في محافظة أبين المنكوبة.
لا ألوم قيادة البنك المركزي اليمني التي حاولت طوال عامين وبكل السبل صرف رواتب العسكريين نهاية كل شهر وان تأخرت بضعة أيام. لكن الوضع الاقتصادي حالياً مفزع ومخيف. في انتظار الوديعة الصدقة . وماهي التدابير عند نفاذها ..
أمر آخر برز على المشهد بانتقال الرواتب الى البنوك الخاصة واحتل بنك انماء الصدارة الذي حولت الرواتب إليه.. اليوم الأحد ذهبت إلى بنك الكريمي لاستلام راتب المغفور له باذن الله شقيقي الفقيد مسعود منصور رحمة الله تغشاه تابع لوزارة الداخلية الذي استلمه منذ سنوات بعد نقله من البريد وحجم الراتب ٢٥ الف ريال فقط ليخبرني العاملين أن رواتب المتقاعدين بالداخلية نقلت إلى بنك انماء.. ما الحكاية والاسبوع الماضي قرأت تصريح لمدير صندوق تقاعد الداخلية الجديد العميد نائف الحميدي يكشف فيه انجازات قيادة الصندوق ، السؤال اي انجازات الا اذا كان يقصد به نقل رواتب المتقاعدين المتدنية من الكريمي إلى بنك انماء.
حسناً هناك بنوك خاصة أخرى ناجحة مثل بنك القطيبي الذي ينتشر في كل مدن البلاد وفي كل زاوية وشارع ووصل إلى تقديم السلطة رواتب الموظفين ومنهم قطاع التربية والتعليم بمحافظة عدن بتدخل من المحافظ لملس قبل اشعارات وزارة المالية والبنك المركزي. لماذا لاتعطى له الفرصة ؟ لا أدري !
الايام القادمة ستكشف المسببات ونحن لسنا ضد بنك الانماء. لكن مفاجئة اليوم بنقل راتب المتوفي من الكريمي إلى انماء وغيرهم كثر من قطاعات الدولة والحكومة.. وما سبب لي من متاعب على مبلغ الـ ٢٥ الف ريال دفعتني إلى هذه الإشارة العابرة..
اخر الكلام..نطالب بصرف رواتب العسكريين. كفى تجويع وتركيع وإذلال . ونعدكم لن نتوقف عن هذه القضية الإنسانية وسنقف مع هذه الشريحة الوطنية المناضلة حتى الرمق الاخير من حياتنا ..حتى نلتقي سلااااااااااام
