آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:10م

المواطن ما بين الوطنية والتبعية

الأربعاء - 31 يناير 2024 - الساعة 12:23 م

حسين البهام
بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


أصبح المواطن ضحية للقيم والمبادئ التي تربى ، وترعرع عليها بسبب تمسكه بالثوابت الوطنية التي غُرست في وجدانه ليتضح بأن تلك القيم كانت من خيال ونسج القادة حين غدا لايجد قوت يومه ، ويرى تلك القيادات المتشدقة بالوطنية تنعم بخيرات هذا الوطن سواء كانت معارضة داخلية لسياسة الحاكم، أو من يتربع علئ هرم السلطة ، او معارضة مشرَّدة خارج هذا الوطن .. فالكل يعيش على حساب الوطن والمواطن.

فهناك من القادة من يطلب من الشعب مواصلة التمسك بالوطن، والوطنية حتى لوكان ذلك على حساب قوتهم ، و أبنائهم الذي حُرموا من مواصلة التعليم في الخارج ، أو الداخل رغم تفوقهم العلمي في حين أبناء طبقة النبلاء المعارضين والحاكمين للدولة يدرسون في أرقى الجامعات بالخارج على حساب أبناء الفقراء الغير قادرين على توفير أبسط مقومات الحياة حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم المشروعة التي سُلبت منهم في ظل سياسة التجويع والترهيب..
إن استخدام هذه السياسة من قبل القيادات الحاكمة والمعارضة.. الغرض منها حكم أبناء الفقراء ، والتحكم في شؤونهم في المستقبل .

اليوم أصبح لا خيار أمام المواطن الذي حُشر في زاوية ضيقة لكي يختار أمَّا أن يكون غريباً يقدِّم من أجل عودة المعارضين للحكم باسم الوطنية لكي يحصل على صك الوطنية من قبلهم، أو الارتماء في أحضان العمالة والتبعية ليعيش تحت وطأة العناصر المسلحة الحاكمة مذلول خانع الرأس من أجل توفير لقمة العيش لاسرته ؛ فكل الخيارات مرة بالنسبة لشخص تربى على الحرية، وحب الوطن، والدفاع عنه.

فأنت اليوم في وطن أما أن تكون مملوكًا، وتابعًا لكي تعيش ، أو وطنيًّا يستثمر جهدك و وطنيتك المعارضون في الخارج ، المتشدقون باسم الحرية والوطنية ..

ونحن هنا نقول لكل من يتشدق باسم الوطن : إذا لم نكن جسدًا واحدًا..إذا اشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالشفاء فأنت وطني مزيف بردا الوطنية لأنه لايعقل أن تكون معارضًا و مليارديرًا ووطنيًّا في آن واحد في حين الشعب يعاني الفقر والجوع، وأنت تتمرغ في نعيم التخمة .

اليوم مع الأسف الشديد.. الكل يصنع الفارق الطبقي في هذا الوطن .. سواء كان معارضًا لسياسة الحاكم ، أو حاكمًا للشعب ، لهذا من الصعب إصلاح الأمور إذا لم تستقِم المبادئ والقيم في ضمير من يدَّعون بأنهم يمثلون الشعب .