آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:52م

تمخض الجبل فولد فأرا

الأحد - 28 يناير 2024 - الساعة 10:17 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


انقسم الكتاب والإعلاميون والمحللون السياسيون إزاء الحكم الذي أصدرته ماتسمى بمحكمة العدل الدولية بناء على الدعوى التي تقدمت بها حكومة جنوب أفريقيا ضد ممارسات الكيان الصهيوني في غزة ؛ كالتطهير العرقي ، وحرب الإبادة الجماعية ، والتهجير القسري ، وغير ذلك من جرائم حرب الصهاينة على غزة ، وقبل أن يصدر الحكم لم يكن يصدق أولو العقول والأبصار أن تصدر تلك المؤسسة الصليبية حكما يحمل شيئا من العدل ؛ لأننا نعلم يقينا أن مايسمى بمحكمة العدل الدولية ماهي إلا إحدى تلك المؤسسات الكاذبة المخادعة التي أنشأتها امبراطوريات الجور والظلم والكذب الغربية الصليبية الصهيونية ؛ لتمرير أكاذيبها والتغطية على سرقاتها لثروات أمم وشعوب العالم الثالث ، وذر الرماد على عيون أنظمته المنبطحة ؛ في الشرق الأدنى وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وشرق آسيا وغيرها من الفقراء والمستضعفين والمغفلين على وجه البسيطة ، ومع ذلك كان يردد الكثير من الحداثيين والمستغربين أن فحوى الحكم الذي سيصدر حتما لن يخلو من فقرة تدعو إلى وقف إطلاق النار ، وبذلك نحن على يقين أن إسرائيل الصهيونية فوق القانون البشري ، وخارجة عن الأخلاق الآدمي ؛ لذلك يستحيل أن تنفذ حكما أو تحترم قانونا ،

ويستحيل أيضا أن يطلب منها من هم على رأس تلك المؤسسات الوهمية ، التي أنشئت في الأصل لإذلال المستضعفين والدوس على رقاب المنبطحين كما أسلفت ، تنفيذ شيء مما تسطره أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء في أصقاع الأرض ، لكننا سوف نحتفظ بذلك الحكم في زوايا المتاحف ورفوف المكتبات ، لعل في ذلك مايخبر الأجيال القادمة بأن المستضعفين قد انتزعوا ذات يوم حكما من إحدى مؤسسات القهر والظلم الصليبية يدعو الحكومة الصهيونية إلى وقف إطلاق النار في غزة فورا ..

لكن حقا قد تمخض الجبل فولد فأرا ، إذ جاء الحكم أدنى من توقعات المستضعفين ، وأبعد من أحلام المطبعين ؛ لأنه فقط يمنح إسرائيل شهرا إضافيا لتخفف من الإضرار بالمدنيين الغزاويين ، ويطلب منها أن تسمح بدخول الإغاثات والمساعدات ، فبئس الطالب والمطلوب .