آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-12:33م

رحم الله الرفيق  ياسين .

الجمعة - 26 يناير 2024 - الساعة 03:42 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


رحم الله اديب العرب و فقيد الادب جبران خليل جبران الذي يستلهم الكلمات من ملكوت ابداعي لايقاس فضاءه ، وعمق افكاره التي تلامس جوانب حياتنا الانسانية لتنسيها احزانها الى حين .
خنقتني العبرة مرتين كانت الاولى من حجم الاخبار المتداولة عن فراق واحدا من رجال اليمن وعهدها الذهبي في كل المراحل الدكتور ياسين سعيد نعمان حفظه الله واطال بعمره ، والثانية على تغريدته القلبية لمن تألموا لانباء رحيله ، وتذكرت جبران القلوب في انكساراتها ، وفلسفته في الصبر على مصائب الدنيا و نكبات الحياة التي شخصها بتعبير رباني جميل شافٍ لاوجاعها ، وجعلها منزلة بين منزلتين بقولٍ معتزلٍ واعٍ وصرف ، وارسلها كحقيقة لمعادلة رياضية مبرهنة لا تقبل الشك والتعليل ( الحياة دمعة وابتسامة ).
وعشت للحظة فارقة في برزخ جبران العظيم للكتابة عما انتابني من مشاعر الالم والسعادة في آنٍ معٍ ، ووجدت ضالة وجداني و مواساته في الكلمات الجبرانية الخالدة غير قابلة للنسيان  ، كقرآن انساني خالد ، مع وضعي الف خطا على انساني ولم اقل رباني حتى لا اصبح مادة دسمة لخطباء المنابر .
ومابين جبران الاديب القارئ لقلبه بصوت موجوع ، وياسين اللبيب القارئ لعقله بصوت مسموع . تتقاطع الافكار وتتسع مساحاتها الشاسعة .
وكانت فاجعتي على خبر وفاة الرفيق نعمان ، فاجعتي على اليمن التي اختفت قناديل عقولها في هذه المرحلة ودخولنا بالاكراه في ظلمات احداثها التي لا يصدقها عاقل ، مما يؤكد ما ذهبت الية لتو بضياع وفقدان اليمن لنور العقول . ظل قبس نور الدكتور ياسين مشعا من عاصمة الضباب مبددا ظلمات الياس بذهاب العقول كلها في نفق الازمة ، التي من خلالها جاء اكتشافنا المفاجئ لبريق معدنه الفكري العميق لعيشته ردحا طويلا من الزمن في دياجير الرفاق وانغلاقهم الفكري القاتل والمعروف ، وتقوقعه لحقب اخر في جيوش القبيلة السياسية .
حفظ الله سعادة السفير ، والقمر الفكري المنير معالي الدكتور ياسين سعيد نعمان ، و اطال بعمره و عطائه .