آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:16ص

ارحموا عزيز قوم..!

الثلاثاء - 23 يناير 2024 - الساعة 05:37 م

عمر الشيابي
بقلم: عمر الشيابي
- ارشيف الكاتب


الهبوط الحاصل اليوم في سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الاخرى-الريال السعودي والدولار- سببه الأول هوامير الفساد الموجودين في الحكومة والبنك المركزي وشركات الصرافة.. والسكوت المخزي والمعيب للرئاسي أمام هذا الوضع الذي عكس نفسه سلباً على المستوى المعيشي للمواطنين مما نتج عنه ارتفاع أسعار المواد الغذائية والكماليات الاخرى والأدوية وغيرها من محتاجاتهم وهو نتيجه حتميه لوضع منفلت وغير منضبط كهذا!
نعرف جميعاً أن الفساد اليوم يعيش في كل مفصل من مفاصل أجهزة الدولة مدنية كانت أو عسكرية حتى تمكن منها وأصبح محاربته وإقتلاعه يبدو صعباً وعصياً تحقيقه..ساعده في تقوية نفسه وضرب مخالبه في جسم هذه الدولة ومنذ عقود تقاعس الدولة نفسها في محاربته وإقتلاعه عند ظهوره وأيضاً إنزلاقها وإنغماسها-اي الدولة-في مستنقع الفساد لتكون جزء منه وبالتالي صعوبة محاربته من قبلها ففاقد الشي كما يقال لايعطيه!
إن ما يعانيه الناس اليوم في كل مناحي الحياة المختلفة واهمها الحياة المعيشية بسبب هبوط سعر العملة وإنعدام السيولة النقدية من البنك المركزي في عدن عكس ذلك نفسه سلباً بحرمان موظفي الدولة من كامل استحقاقاتهم المادية سوى في زيادة الرواتب لبعض موظفيها الصغار أو دفع العلاوات السنوية أوالتسويات المستحقة لهم ولعقود مضت وأيضاً تأخير للمرتبات وانهيار للخدمات الأساسية التي يجب على الدولة توفيرها لهم مثل الكهرباء والمياه والتعليم الجيد ومجاري الصرف الصحي والعلاج المجاني في المستشفيات والمراكز الصحية للدولة..هذه المعاناة وغيرها سببها الفساد الذي دمّر هذه الدولة من داخلها وأفقدها قدرتها على القيام بمسؤولياتها وواجباتها تجاه شعبها واوصل الوضع ككل الذي نعيشه اليوم إلى هذا المستوى الكارثي!
أن أي حلول ترقيعية تقوم بالاعتماد على الخارج في حلحلة الأزمة الاقتصادية أو غيرها من الازمات الأخرى التي تعصف بالبلاد بطلب القروض أو المساعدات الإنسانية من هذه الدولة أو تلك أو من هذه البنوك والمنظمات أو غيرها لن تنهي الأزمة أو الوضع الاقتصادي المنهار الذي نعيشه بل هي حلول مؤقتة أشبه بالمسكنات أول ماتنتهي تعود الأزمة من جديد أكثر خطورة من قبل مالم تعتمد الدولة على نفسها وتبحث لها عن حلول للوضع الاقتصادي أساس هذه الحلول الإمكانات المتاحة لديها من موارد وإيرادات ونفط وغاز وأسماك وغيرها الكثير من ثروات هائلة تمتلكها موجودة في باطن الأرض وفوقها وفي البحار هي أكثر مما لدى دول الجوار مجتمعه لكنها بحاجة الى قيادة تستطيع الاستفادة من كل هذه الموارد والثروات وتوظيفها بشكل صحيح فيما يخدم الناس ويحقق لهم مستوى معيشي وخدماتي مقبول يلبي طموحاتهم !
إننا نفتقر اليوم إلى القيادة السياسية التي تدرك هذا الكلام أو هذه الحقائق بل وتعمل عليها لحلحلة كل المشاكل والأزمات التي نعيشها.. قيادة تملك سلطة اتخاذ قرارها السيادي على أرضها لا يمليه عليها أحد..ولاتستجدي حلول من احد!!