آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:10ص

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

الأحد - 21 يناير 2024 - الساعة 11:48 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


مرت بضعة أيام والإعلام العربي صدع رؤوسنا تارة بالاختلافات الدائرة بين أعضاء مجلس الحرب الصهيوني ، وأخرى بينهم وبين سيدهم في البيت الأبيض ، وإن شئت سميناه عبدهم ، فالأمر سيان - على الأقل - من وجهة نظري .
    وهنا أمرت ابني بأن يطفئ شاشة التلفاز ، نفذ أحمد التوجيهات دون تردد أو تباطؤ ، صمت قليلا ثم نظر إلي وقال : أرى ملامح الغضب قد ارتسمت على حاجبيك ، ومؤشرات عدم الرضا قد برزت جلية على صفحة وجهك ، فما الذي حدث يا أبي ؟ إن الأمر جلل ، والغباء قد استفحل في إعلام هذه الأمة يابني ؛ لذلك دعك من هذا يابني ، وحسبك أن تهتم لأمرك . قال أحمد : ماعهدتك هكذا يا أبي ؟ افصح عما يوسوس في نفسك يابني ، فأنا لم أفهم جيدا ماترمي إليه ؟ أقصد يا أبي أنك كنت تشركني في كل أمر يجول في نفسك ، بل ماعهدتك قد صرفتني عن قول قبل هذا ، إن كان الأمر كذلك يابني فاستمع إلي ، وانصت جيدا لتفهم ما أقول ، هو ذاك يا أبي ...

ألم تلاحظ يابني أن الإعلام العربي قد شغلنا وأزعجنا بالزعيق والنعيق عن التباين والاختلاف الجاري بين أعضاء مجلس الحرب الصهيوني المصغر للكيان الإسرائيلي ، وكذلك مايرشح من تراشق بالأقوال ، وتبادل الاتهامات بين نتنياهو وبين بعض أعضاء حكومته والمعارضين له ، فضلا عما يرشح من تباينات بين نتنياهو وبعض أعضاء حكومة الكيان الصهيوني من جهة وبين سيدهم في البيت الأبيض من جهة أخرى ؟ وما الضرر في ذلك يا أبي ؟ الضرر يابني أن الإعلام العربي يصور لنا الأمر وكأنه إذا ما ذهب نتنياهو سيحل محله عمر بن عبد العزيز ، مع أن الحقيقة تقول : إذا ماذهب نتنياهو سيحل محله صهيوني أكثر حقدا على العرب ، وأشد بطشا وتنكيلا بإخواننا الفلسطينيين .

هل أفهم من قولك يا أبي إن الإعلام العربي ليس له توجهات واضحة ، ولاينطلق ضمن أهداف من شأنها الارتقاء بالأمة ، وخدمة قضاياها ، وإنما هو مجرد أبواق تنعق بما يتبناه الأعداء . أحسنت يابني ، أجل هو ذاك ما أعني ...