آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

عدن تدفع ثمن الاستقلال الضائع وتبعاته

الأحد - 21 يناير 2024 - الساعة 05:16 م

عبدالكريم الدالي
بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب


                

                      
شهدت عدن ( أرض شعب هوية )  الظلم والبغي والطغيان  من 30 نوفمبر 1967م يوم الاستقلال الضائع ، بعد التحايل على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن  الدي كان المفروض ان يكون في 9 يناير 1968م بموجب قرار الأمم المتحدة بناء على  توصية لجنة تصفية الاستعمار انداك ، ومن اليوم الأول للاستقلال الضائع كان اعلان الحرب على عدن باعتبارها مدينة المدنية وتعايش الأجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب تحت مظلة النظام والقانون  ، وكان تنفيذ السياسة الغير معلنة لترييف عدن واستباحتها واغتصابها ونهبها أرض وثروة تحت مسمى عاصمة ، وحرمان أبناء عدن من مختلف الاجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب من حقوقهم السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم والحفاظ على امنها ، وحرمانهم من الثروة والأرض والسكن والوظيفة القيادية ، كما اتخدت ضد الكوادر العدنية القيادية العدنية والامنية  قرارات الفصل التعسفي من وظائفهم مع حرمانهم من الراتب ومستحقات نهاية الخدمة واحلال محلهم الاميين من الجبهة القومية على اساس قاعدة اهل الثقة بدلا عن أهل المعرفة ، وتم نهب وسرقة  أموال وممتلكات ومساكن أبناء عدن من مختلف الاجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب باسم قانون التاميم الجائر  ، وفرضت عليهم سياسة التشريد القسري الى كل اصقاع العالم  ،  والهوية العدنية مورست  ضدها سياسة الطمس والاقصاء والتهميش والانكار وهذه السياسة مازال البعض متمسك بها إلى يومنا  ، بالتالي كان الظلم والبغي والطغيان الجائر على عدن ( أرض شعب هوية )  إلى يومنا من نتاج وتبعات الاستقلال الضائع ،،، وهذه هي الحقيقة التي لايمكن انكارها او تجاهلها ولو بسياسة احراق المراحل اواختزال التاريخ  اوالقفز للامام اوخلط الأوراق  ،،،  ومن تبعات الاستقلال الضائع ان اصبحت عدن ساحة للصراع المناطقي المسلح الدموي على  السلطة من منطلق مفهوم من سيطر على  عدن حكم الجنوب ، واولى محطات الصراع المناطقي الدموي على السلطة كان المؤتمر العام  الرابع للجبهة القومية الدي عقد في الفترة  2 _ 3 مارس 1968م  بزنجبار في ابين ،  بعدها توالت المحطات إلى يومنا وعدن وشعبها من  يدفع ثمن تلك الصراعات الدموية  ، وكما ولد الصراع الدموي المناطقي على السلطة  من رحم الاستقلال الضائع ، كان الارتهان والتبعية للخارج هو  العامل المشترك الدي جمع ببن جميع محطات هذه  الصراع ، بغض النظر عن الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة لغرض تضليل المغرر بهم والراءي العام  ، الا ان الحقيقة التي كانت وراء ذلك هي ارتماء كل الأطراف للتبعية للخارج على حساب السيادة  الوطنية للفوز بالسلطة   ، وكان الكدب وتبادل الاتهامات والثورية الكادبة والتخوين اهم سمات الصراع المناطقي على السلطة  ، الا انه في الاخير يقدم الطرف المنتصر عسكريا   التنازلات للخارج لأجل البقاء في السلطة  على حساب  السيادة الوطنية والقرار السيادي لهذا فالكل كان  في الحقيقة مهزوم أمام الوطن والمواطن والسيادة الوطنية والقرار السياذي ، فمن يدعم طرف للوصول للسلطة يريد أن يقبض ثمن هذا الدعم والدي  يكون على حساب السيادةة الوطنية والقرار السيادي بمعنى فرض التبعية  ،،، وهكذا فان  عدن ( ارض شعب هوية ) كانت ومازالت تدفع ثمن الاستقلال الضائع وتبعاته  .
فهل هناك مصداقية لمواجهة حقيقية ان الظلم والبغي والطغيان كان ومازال في عدن من يوم الاستقلال الضائع ، وليس من يوم مغادرة  كرسي الحكم بسبب الصراعات المناطقية على السلطة  ،،، ستبقى المصداقية على المحك حتى يكون الاعترف بهذه  الحقيقة ......... فهل هناك. شجاعة وصحوة صمير للاعتراف بهذه  الحقيقة ومواجهتها لتطهير الذات  ؟ ، اما بغير ذلك يبقى  استمرار مفهوم عدن بوابة حكم الجنوب وعليه تبقى عدن حلبة الصراع المسلح الدموي المناطقي على السلطة وتبقى عدن ( ارض شعب هوية ) هي تدفع ثمن الاستقلال الضائع وتبعاته  .

عبدالكريم الدالي