آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-08:42ص

ليس شرطاً أن تكون مسلماً كي تدعم غزة ....فقط عليك أن تكون إنساناً !!!

الجمعة - 19 يناير 2024 - الساعة 09:22 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب




هذه العبارة أطلقها برلماني بأعلى صوته وسط قبة البرلمان الأمريكي.،،
.....يكفيك أن تكون إنساناً كي تحركك تلك المناظر البشعة في غزة ..
يكفي أن تكون لديك ذرة من إنسانية كي يوخز ضميرك مناظر الأطفال وهم ممزقو الأشلاء!!
يكفي أن يؤلم قلبك _ إن كان لديك قلب _ تلك الصراخات ، والإستغاثات التي تكاد تلامس عنان السماء لأهل غزة ... وهم يناشدون العالم للحصول على حبة دواء ، أو شربة ماء ، أو وجبة غذاء ، أو خرقة كساء !!

هذا ما قاله الرجل الأمريكي النصراني وربما يكون يهودياً دعماً لأهلنا في غزة .
حرك ضميره الرابط الإنساني ...فلم يستطع إخفاء مشاعره تجاه تلك المآسي التي تتعرض لها إنسانية أهل غزة ، فصرخ بأعلى صوته ، وعبر عن غضبه بضرب طاولته التي يجلس عليها ، ومزق الوثائق التي كان يحملها ...كتعبير عن رفضه ، وإدانته للحرب النازية في غزة !!!

وهاهي ذي وزيرة خارجية سلوفينيا تقول :
أرقام الضحايا التي تصل من غزة غير مقبول ، وغير معقول ...لذا يجب أن يتم إيقاف الحرب فوراً.
وها نحن نرى بأم أعيننا شعوب دول العالم تهتز ، وتتفاعل ، وتحتج ، وتعبر عن رفضها للحرب ، واستهاجانها لجرائم إسرائيل ،،

هكذا حركت تلك المآسي التي يمارسها العدو الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة...
حركت ضمائر الإنسانية للعالم الحر من حولنا .
ونحن ...
نحن الذين تربطنا بأهلنا في غزة ...رابطة العقيدة ، رابطة العروبة ، رابطة الأخوة ...
صامتون صمت أهل القبور ، خانعون خنوع الجبناء ، ساكتون سكوت الضعفاء!!

كم والله يحتار الحليم _ هذه الأيام _ لحال العرب والمسلمين لصمتهم إزاء جرائم اليهود في غزة !!
أيعقل أن يرون بشاعة تلك المناظر في غزة ..ثم يغضَّون الطرف وكأنها لا تعنيهم ؟
أيعقل أنَّ لا تحرك ضمائرهم تلك المناظر البشعة ؟
أمر محير فعلاً!!
بل ومؤلم حقاً !!
والأشد إيلاماً من ذلك أنك تجد من يشحذ لسانه ، ويجند نفسه ، ويصرف وقته في النيل من رجال المقاومة ،،
وأشده منه وجعاً ، وأنكأ منه جرحاً....أن يتبنى تلك الحملات الممنهحة ، المدفوعة الأجر سلفاً للنيل من حركة التحرر الوطني ( حماس ) رجال دين ، ومثقفون ، وكتاب مرموقون ، وإعلامليون مشهورون ...
فيا للعار !!

والحقيقة أنَّ مرد ذلك كله يرجع إلى ... طمس الهوية العربية والإسلامية ، ومسخ الشخصية المسلمة ، وذوبان مبدأ الانتماء ، واستساغة حياة العبودية ، واستمراء عملية الذل والمهانة ..
فكل تلك العوامل أفرزت لنا هذا الجيل الفاقد للمشاعر الإنسانية ، اللاهث وراء سراب كذبات الغرب ، وحضارته الشوهاء.

وهذا هو الفرق بيننا وبين شعوب العالم الحرة...
تلك الشعوب التي تشربت مبادئ الإنسانية ، وتشبعت بقيم الحرية ، وارتوت من مبدأ حق الإنسان في العيش الكريم ..

لذلك كانت هذه الثقافة التي رُضعت من حليبها تلك الشعوب الحية ....هي التي حركتها ، ودفعتها لمناصرة أهلنا في غزة ، ودعمهم ، وتأييدهم ، والوقوف إلى جانبهم .

وما قدمته جنوب أفريقيا للوقوف بقوة ، وصلابة ، وتحدٍ لحشر العدو الإسرائيلي وسوقه إلى منصة المحكمة ، وجلوسه في قفص التهام
...إلا دليل على مشاركة المشاعر الإنسانية ، ومشاطرة أهل غزة آلامهم ، وأحزانهم .

ولقد رأيت بالأمس آلاف الألمان وهم يخرجون إلى الشوارع نصرة لغزة ...والثلوج تتساقط على رؤسهم .

هذا هو الفرق بين الأحرار والعبيد ..
تلك شعوب حرة ....ونحن شعوب مستعبدة .
وذلك الحراك الرسمي والشعبي هو نتاج وثمرة الحرية ..
وهذا الصمت المخزي لشعوب العالم العربي ، والإسلامي .... هو نتاج ، وثمرة حياة العبودية ، واستمراء الذل والمهانة .

لذلك كانت الحرية ... حياة .
والعبودية ...موت .
الحرية بذل وعطاء..
والعبودية عجز وانكفاء .

وصدق الشاعر حيث يقول :
لقد اسمعت لو ناديت حياً ** ولكن لا حياة لمن تنادي .
ونار لو نفخت بها أضاءت **ولكن أنت نافخ في رماد .

ومع ذلك ، ورغم كل ذلك ...يبقى الأمل .
وما طوفان الأقصى إلا ...تلك الشرارة التي ألقيت في الهشيم ...وهي تشب فيه رويداً رويداً...ومع مرور الزمن تسرونها ناراً تتلظى لتحرق أكباد اليهود .
وصدق الشاعر وليد الأعظمي حين قال :

إسلامُنـا لا يستقيمُ عَمـودُهُ بدعاءِ شيخٍ في زوايا المَسجدِ**
إسلامنـا لا يستقيمُ عمـودُهُ بقصــائدٍ تُتـلى لمدحِ مُحمّدِ**
إسلامُنا نورٌ يضيء طريقنا **
إسلامنـا نارٌ على من يَعتدي