آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:03م

متى تصحى ضمائركم وتستشعرون الخطر؟!

الأربعاء - 17 يناير 2024 - الساعة 06:58 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب


التوافق السياسي مدخل إلزامي لحل أزمتنا في اليمن، والبداية من إيقاف عواقب إطالتها، والاتجاه للمساهمة في مواجهة مخاطر الانهيار، استمرار تهاوي سعر العملة، وإنقاذ خزينة الدولة من استنفاذ مخزونها بالكامل التي تقترب اليوم من الإفلاس، وينتشر الفقر والجوع والمجاعة، في ظل نهب لثروات البلد على مستويات مختلفة، على المستوى الإقليمي والمحلي، والضحية اليوم الناس والمواطن الغلبان، في الشمال والجنوب في الشرق والغرب، راتبه مهدد، معيشته ضنكا، ذليل مهان.

بلد اليوم مقسم فعليا بيد قوى تملك السلاح والدعم الخارجي، المهدد لوحدة الأرض وسيادة الوطن وسلامة مواطنيه واراضيه التي في طريقها للاستقطاع بشكل او باخر، وما زلت تلك القوى تتمكن، وتقدم نفسها كأداة توظيف في معركة غير وطنية، معركة تديرها قوى استعمارية وامبريالية عالمية الداعم الرئيسي للصهيونية، اعدائنا التاريخيين، وهنا تكمن الخطورة التي قد تدركها او لا تدركها تلك القوى، التي تقدم خطاب غبي لا يحترم العقل الجمعي والضمير الوطني للامة.

هذه الخطورة تستدعي توافق، في مستواه الوطني من كل القوى التي تستشعر تلك الخطورة، توافق مع احتفاظ كلا بمشروعه، حتى تتوقف حالة عسكرة تلك المشاريع، وحسمها بالعنف، مشاريع ممكن حسمها جماهيريا، متى ما استقرت الدولة الضامنة للحقوق السياسية والمدنية للجميع دون استثناء.

عسكرة المشاريع تدفع بأصحابها للبحث عن تحالفات دولية ودعم خارجي، وهنا تكمن خطورة عواقب الارتهان والتبعية للخارج، وإعطاء فرصة للمستعمر الجديد والقديم في تنفيذ سياسته القديمة الجديدة فرق تسد الجهنمية، ليصنع مننا قطيع من الكتائب نقتل بعضنا بعض، ونذبح وطننا من الوريد للوريد، في سلسال دم كلنا فيه شهداء، ليحكمنا مجموعة عملاء منافقين فاسدين، واقعنا اليوم خير دليل.

وبكل بساطة نحتاج لدولة ضامنة، الكل فيها شركاء، والشعب هو مصدر السلطات، نضع امامه كل مشاريعنا العادلة، ليقول كلمته الفصل بها، وما ارتقت الأمم الا بعد ان توافقت على وطن، ونظام عادل، ودولة محترم تحترم حق الاخر وراي الاخر، بعد تتحول البندقية من صدر شركائنا لصدر اعدائنا، بندقية واحدة وطنية تحمي الأرض والعرض، وتصون السيادة والإرادة، ان كنتم صادقين.

علينا ان نتفق على وطن، قبل ان نفقد كل شيء، فلا نجد وطن ولا كرامة لامة فرطت بوطنها من اجل مشروع طائفي مناطقي أيدلوجي، او حفنة من المال المدنس بالعار، اليوم نحن نفتقد للرواتب وغدا قد نفتقد لوطن وكرامة امة وهي اليوم على المحك، والله على ما أقول شهيد