آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:47ص

الكلام الممنوع

الإثنين - 15 يناير 2024 - الساعة 02:07 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب




تعتبر الأنظمة الديكتاتورية والمستبدة، إلى جانب الإستعمار، شريكة في تدمير حياة الشعوب؛ لأنها حقّرت من قيمة الإنسان، فصار عند أغلب الناس أنهم لا تأثير لهم مطلقاً، وإنما الأمر كله في أيدي السلطان، أو الزعيم أو المندوب السامي؛ الذي يهديهم الى سبيل الرشاد، حتى أصبحت تلك الثقافة شبه مجتمعية عند المجتمع، وكل مسؤول يقع على أي مصلحة، من هؤلاء الأصناف الذميمة والقبيحة ، فلا وجود له؛ لأن الأخ/ القائد، أو الأخ/الزعيم، أو المندوب السامي ، هو أصل القانون، ومن خلاله انبعث التطور والرقي والازدهار! فلا قيمة لأحد غيرهم، وتعتبر الشعوب عاجزة عن فعل أي شيء ...
*لكن هناك من يقول: لا، وكفاية، حتى وإن تعرض للمضايقات، فلابد أن يفيض الكأس في النهاية، وهكذا هي الطبيعة البشرية قد يأتي يوماً من الأيام وتجتمع تلك المعاناة وتأتي دفعة واحدة وبقوة .*
إن في حياتنا تحديات عظيمة، لا أحد ينكرها، وهذه هي طبيعة الحياة .
*ولايقف أمام تلك التحديات إلا الأحرار، وقد عرفنا عبر تأريخ الثوار في حياة الشعوب، كيف كانت بداياتهم؟ عند خروجهم على المحتلين، كانوا عراة، لايملكون من السلاح غير الرشق بالحجارة، والسكاكين، ثم تحوّلوا إلى تنظيمات سياسية ومسلحة...وهؤلاء الثوار لا يعترفون بالهزيمة أو العجز أو يرجعون من منتصف الطريق،* *حتى وإن حاربهم الناس ووقف ضدهم الكثير، فلا يعرفون حدود يقفون عليها!*
وبقي هذا الفريق يواجه التحديات بنفسه، فكانوا ـ رموز وطنية ـ بل وعالمية ، فتجد الشعوب تزين شوارعها بصورهم.
وهؤلاء وصلوا إلى القمة ؛ لأنهم لايعرفون الكلام المسموح والكلام الممنوع فهم أحرار العالم وهم المخلصون والمبدعون في نضالهم، حتى وصل بهم الأمر إلى التحايل على كل المعوقات من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة؛ *لأنهم يفكرون خارج قاموس اللغه التي حددها الزعيم العظيم ، فهم خارج السرب الذي يسبح بحمد الزعيم الذي أصبح قريب من الصنم الذي توضع له القرابين.* وهم من يخترعون وسائل الفهم عند الصم والبكم، ويبتكرون الطرقات الآمنة للشعوب، ويجعلون من أنفسهم قناديل تضيء دروب السعادة للجميع، وبالطبع ينجوا من سلك طريقهم. ويردح المنبطحون، والمطبلون الذي عكروا صفو حياة الشعوب؛ فهم أشد فتكا من تلك الألقاب المزيفة؛ لأنهم بين صفوفنا. وهم من يقبّحون تلك الكلمات الممنوعة التي أغلق عليها الطغاة ...
*فكانت الشعوب تعيش بين كلام مسموح لابد أن تتعلمه الأجيال، وكلام ممنوع وجريمة كبرى ، يحاسب عليها القانون...*
فهل وقفت غزة للكلام الممنوع؟
وهل خافت من عواقبه ؟
أنها وضعت كل هذا تحت قدميها ومضت تمشي نحو النصر، فنتصروا بإرادتهم وتوكلوا قبل هذا على الله ؛ *فقد أسكتوا الألسنة، وكشفوا النفاق، وأسقطوا عذر المتشدقين حول العالم، فلا كلام يسمع لهم بل للمقاومين، في أرجاء المعمورة، وعلى رأسهم رجال فلسطين الغر الميامين!*