آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-05:24م

وقالت جنوب أفريقيا كلمتها ،،

الجمعة - 12 يناير 2024 - الساعة 02:03 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب



شرف حازته ، وموقف سجلته ، وبطولة صنعتها ، وتاريخ سطرته ، وعمل إنساني مشرف أسدته للبشرية ،،،
إنهم أحفاد مانديلا ..
رمز من رموز مناضلين حقوق الإنسان،،

فليس بغريب عليهم اليوم أن يثأروا للدفاع عن الإنسانية ، وأن يتصدَّوا للنازية ، وأن يقفوا في وجه الفاشية ، وأن يتقدموا لمقاضاة الصهيونية ، وأن ينحازوا إلى جانب المظلومين ...وفي أعلى مؤسسة قضائية دولية .

لقد قالت جنوب أفريقيا كلمتها ...وهي الدولة النصرانية .
تحدت الاختبوط الماسوني العالمي ، وأصرت على لي ذراعه ....وفي تلك الأروقة الدولية التي لم يكن يخطر بباله يوماً أن يُؤتى من قبلها .
قالت كلمتها وبقوة ....في الوقت الذي تخاذلت فيه الدول العربيه والإسلامية عن اتخاذ مواقف مشرفة مع أهلنا في غزة .

هكذا عندما يتأخر الجبناء ، ويتواطئ المنافقون ، ويصمت الضعفاء ، ويتوارى المتخاذلون ...يهيأ الله للمظلومين من ينصرهم ، ويقف إلى جانبهم ، ويتبنى مظلوميتهم ...
فيكسب الشرف ، ويحيز الفضل ، وينال العُلا.

هذا الموقف المشرف لجنوب أفريقيا...
يعيدنا إلى الوراء كثيراً...إلى ذلك التأريخ
يوم أن تواطئ الأعراب على الإجرام بحق الرسول وصحابته في مكة المكرمة وهم قلة قليلة مستضعفة ...
عندها أمرهم الرسول أن يهاجروا إلى الحبشة أرض النصارى لأن فيها ملك عادل .
وبالفعل تمت الهجرة ، واستضاف النجاشي النصراني صحابة الرسول ، وأكرم وافادتهم ، ورحٌب بقدومهم ، ومنحهم حرية معتقدهم .
فشرفه الله بالهداية إلى الإسلام .

وبقي الأعراب الأغبياء على شركهم ، وكفرهم ، وعنادهم ،وماتوا هلكى على أيدي أولئك المظلومين ، ونصر الله رسوله وصحابته ،

واليوم يعيد التأريخ نفسه ...
فهاهم أعراب اليوم ....يكررون الموقف المخزي لأجدادهم ويقفون نفس الموقف المتخاذل ، بل ويتواطؤون مع العدو ، ويتأمرون على أهل غزة ..

وها هم الأفارقة المسيحيون مرة أخرى يعيدون موقف أجدادهم المشرف ...ويقفون إلى جانب المسلمين المستضعفين ، ويتبنون مظلوميتهم ، بل ويترافعون عنهم بكل جرؤة وقوة !!!

إنني وأنا أشاهد بالأمس المداولات ، والمرافعات ، والتصريحات لأعضاء فريق جنوب أفريقيا بشأن غزة ...لم أكن أصدَّق أنَّ أولئك غير مسلمين .
وضوح في العرض ، قوة في الحجة ، تصلَّب في المواقف ، ثبات في الدفاع ، استماتة في المواجهة ، حرصاً على التمثيل الرسمي لفريق المرافعة والذي تمثل بحضور ( وزير العدل نفسه ) .

فيا لمشيئة السماء ،،
إنها العدالة الألهية ..
تلك العدالة التي يقول عنها ربنا سبحانه:
( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) .

هكذا عندما يتخاذل أهل الحق عن نصرة الحق ...
هكذا عندما يتباطئ المسلمون عن الدفاع عن بعضهم البعض .
هكذا عندما يتآمر المنافقون مع الغزاة ،،
هنا ...تتدخل المشيئة الألهية لنصرة المظلومين حيث يأتيهم المدد ، ويأتيهم الفرج ، ويأتيهم الغوث من حيث لا يدرون..
ذلك أنَّ الله سبحانه يقول للمظلوم: ( لأنصرنك ولو بعد حين ) .
فيسخر سبحانه جنوداً ، ويهيأ أسباباً ، ويتيح فرصاً للنصرة لا تخطر على بال .
وهذا ما يحدث اليوم من قبل جنوب أفريقيا التي سخرها القدر لتنال هذا الشرف .

لقد ربحوا كثيراً...حين خسر الأعراب ..
خسر أعراب العرب ، ومنافقو الأمة ...
خسروا سمعتهم ...
خسروا قيمتهم ..
خسروا شرفهم ..
ببساطة ....لأنهم لا يستحقون هذا الشرف ، وليسو أهلاً لمثل هذه المواقف الرجولية .
وربحت جنوب أفريقيا ..
ربحت بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وسجلت هذا الموقف الرائع ، المشرَّف ، المشرق ، الناصع .