آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

الانتقالي الجنوبي يكافح!

الخميس - 11 يناير 2024 - الساعة 09:06 م

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


الانتقالي الجنوبي… يكافح ضغوطات إجباره على الانخراط بتسوية لم يكن طرفا…فهل ينجح؟ ام كالعادة سيوقّع ويُمطُرنا ذرائع ووعود؟
كتبَ/ صلاح السقلدي

لا يبعث تصريح مسؤولة الإعلام في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن الذي قالت فيه اليوم ان الاطراف التي ستوقع على خارطة الطريق باليمن ستتم بين طرفي :الحكومة(السُلطة ) اليمنية المعترف والحركة الحوثية على الغرابة والدهشة.نقول ألّا وجه للدهشة مطلقا إن لم تذكر المسؤولة الإعلامية الأممية الطرف الجنوبي كأحد الطرفين او حتى كجزء من احدهما .فالامم المتحدة مثلها مثل التحالف : (السعودية -الإمارات) تعتبر الطرف الجنوبي ممُثَلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي حاضرا بالتوقيع وبالتسوية عموما، بصفته جزءا من أحد الطرفين، أي السلطة والحكومة اليمنية المعترف بها.
التحالف، والسعودية بالذات خاض حواراته الماراتونية خلال العاميين الماضيين مع الحوثيين بدون اشراك الجنوبيين بل دون اشراك حتى مجلس الرئاسة الذي شكّله لهذا الغرض، ولم ترسل المملكة نسخة منفصلة من خُلاصة حواراتها مع الحوثيين (خارطة الطريق) الى المجلس الانتقالي كما فعلت مع الحوثيين ومع الحكومة والمجلس الرئاسي "مجلس العليمي"،وهذا مؤشر صريح لا لبس فيه بأن التحالف يعتبر الانتقالي جزءا مِن احد الطرفين،ويكون بالتالي قد تلقى واطلع على نسخة الخارطة من خلال النسخة المُرسلة للطرف الذي ينضوي تحته.
الانتقالي يكافح بمشقة للخروج من هذا المأزق الذي أوقعه فيه قراره بالمشاركة في سلطة وأحزاب هي الخصم للجنوب وهي السبب الرئيس بمأساة الجنوب منذ عام ٩٤م، كما أنه اي الانتقالي اليوم يدفع وتدفع معه القضية الجنوبية ضريبة ثقته المنفلتة بتحالف مخادع- او بالاحرى وللانصاف - بتحالف هو بالاصل لم يطلق منذ اليوم الأول للحرب اي وعود واضحة ومقبولة تجاه حل القضية الجنوبية.
فكل المؤشرات( لولا الأحداث الاخيرة في البحر الاحمر وحرب غزة) تشي بأن الأمور تمضي نحو التوقيع قريبا دون أن يأبه أحد وبالذات التحالف بهذا الاختلال الجائر بحق القضية الجنوبية وبحق معادلة( شمال -جنوب) التي كانت المراحل الأخيرة قد فرضتها،ولو صوريا- من باب التكفير عن جريمة حرب ٩٤م العدوانية.

فهذا الوضع يقلص الخيارات أمام الانتقالي ولو انها لم تنفذ منه بعد. ويجعل المنطقة الرمادية التي ظل يناور بها تتلاشى، ونعني هنا :الجمع بين المشاركة بسلطة الجمهورية اليمنية وبين الحفاظ على خطاب يدعو لاستعادة الدولة بالجنوب. فهو أمام مفترق حاد يصعب أن يتجاوزه بمفرده دون سند من الجميع ودون تكثيف حواراته مع كل القوى الجنوبية والشخصيات الجنوبية، وحتى الشمالية بالداخل والخارج بزاوية أكثر انفراجا. فهو بين خيارين أحلاهُما مُرا: فإمّا أن ينصاع للضغوطات الخارجية ويوقع على خارطة لم يكن شريكا بصنعها ولا تلامس قضيته الوطنية ويخسر بالتالي شعبيته ويرتطم أرضا،وإمّا أن يرفض تلك الضغوطات والعودة الى الشارع الجنوبي،وهذا الخيار الأخير هو الأقل كُلفة ومنطقية. فعدم التوقيع وإن كان سيجلب للانتقالي المتاعب مع شركاء ومن تحالف ماكر إلا أنه سيعني بالضرورة إعادة الأمر إلى أصحابه، ونعني هنا الشعب بالجنوب حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وتنتزع الاجيال حقها بنفسها.