آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:45م

المجلس الشرقي

الخميس - 11 يناير 2024 - الساعة 10:25 ص

محمد أحمد بالفخر
بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب




محمد احمد بالفخر

قبل يومين وفي مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت تم الإعلان عن اللجنة التحضيرية للمجلس الموحد للمحافظات الشرقية (حضرموت والمهره وشبوه وسقطرى) كمكوِّن جديد قديم على الساحة اليمنية جديد من حيث الإعلان حديثاً وقديم من حيث المشاورات في هذا الشأن بين عدد من الناشطين من كافة النخب في المحافظات الشرقية الأربع والتي كانت في أوجها أيام مؤتمر الحوار الوطني اليمني في العاصمة اليمنية صنعاء ولم تنقطع هذه المشاورات على الرغم من الأحداث والمنعطفات الخطيرة التي شهدتها الساحة اليمنية،

وهي في الحقيقة امتداد لسجل تاريخي من نضالات الأجداد والآباء منذ أزمنة بعيدة ودورهم في مقاومة الاستعمار البرتغالي والبريطاني بكل الوسائل المتاحة في ذلك الوقت كما قال الأستاذ عبدالهادي التميمي رئيس اللجنة التحضيرية للمجلس،

ويأتي تكوين هذا المجلس بعد عقود مضت من التهميش والاقصاء لأبناء هذه المحافظات الأربع على وجه التحديد والإهمال المتعمّد بحرمانها من مشاريع البنية التحتية الضرورية على أقل تقدير،

على الرغم ما تحتويه هذه المحافظات من ثروات هائلة نفطية ومعدنية وسمكية وزراعية تصب عائداتها في معظمها إن لم تكن كلها الى حسابات اللصوص والمتنفذين الذين استحوذوا على مقدرات البلاد وأدخلوا العباد في حلقة مفرغة تاهوا في دهاليزها المظلمة،

وقد كان بالإمكان أفضل مما كان لو أن تلك القوى السياسية التي حكمت البلاد كانت تحمل مشروعاً حقيقياً لبناء دولة العدل والمساواة والديمقراطية الحقيقية والتبادل السلمي للسلطة واكتفت بما قد اكتظت به أرصدتها بما يكفي الأولاد والأحفاد لكنهم تمادوا في غيهم حتى وصل بنا الحال الى ما وصلنا اليه من تشرذم وشتات وحروب ونزاعات وأطماع خارجية لا تكاد تبقي على شيء مستغلة الوضع الاقتصادي المزرى وحاجة بعض الناس فنفثت سمومها وألقت بفتات المال المدنس الذي استقطبت من خلاله بعض ضعاف النفوس لعلها تحقق مبتغاها من خلالهم ولو الى حين.

قيام هذا المجلس وبهذا العدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية المتوافقة فيما بينها في كثير من الأمور وفي معظمهم من هم مشهود لهم الكفاءة والصلابة في المواقف والمدركين للمخاطر الجمّة المحدقة بالوطن والبعيدة كل البعد عن أجندات المتربصين حريٌّ بها أن يكون النجاح حليفها شريطة الالتفاف الشعبي الذي هو حجر الزاوية في كل المراحل وقطعاً أن الجماهير في هذه المحافظات الأربع تدرك أن هذا المكوّن ناتج عن جهود ذاتية قام بها المخلصون من داخل الوطن ولم يكن بدعم خارجي،

فبالتالي لن يرتهن لأجندات الآخرين بحالٍ من الأحوال ولن تجد دسائسهم اليه سبيلاً،

هذا ما نرجوه ونحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً.

الأهداف واضحة للمجلس ففي الرسالة التي وجِّهت للقيادة السياسية اليمنية وللأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الشقيقة وللمبعوث الدولي والتي رفعتها مئات من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأكاديمية والعسكرية والقيادات الشبابية والنسوية البارزة والتي تمثل في معظمها الهيئة التأسيسية للمجلس،

الرسالة تطالب بالندية والشراكة العادلة بما يتناسب مع مكانتها الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية ومساحتها الجغرافية وسكانها في الداخل والمهجر في أي تسوية سياسية وعبّرت عن رفضها التبعية للشمال والجنوب وبالتالي رفض احتكار بعض المكونات التي تدّعي التمثيل الحصري ومررت ادعاءاتها أثناء غفلة وسبات بعض القوى والقيادات السياسية نتيجة الحالة السياسية التي تعيشها البلاد بشكل عام،

لذلك فهي رسائل واضحة أسمعت القاصي والداني أن زمن الهيمنة والتسلّط والاستحواذ وادعاء التمثيل قد ولّى والى غير رجعة.

خاتمة شعرية: كلمات حمزه عبدالمولى

حضرموت الخير نبراس ومثل

جوهرة تسحر سِعْد من زارها

المكلا وأرض دوعن بالعسل

والسلاء سيئون والشحر وشبام

جنة الدنيا سقطرى والنسم

جوهرة درّة فريد ألماسها

والهواء نسمة وبلسم كل هم

طاب للعاشق بها كاس المدام

ها هنا شبوه الشهامة والشِّيم

والرجال الأوفياء شجعانها

ذخر للإقليم يرعون الذمم

والفتوة والشجاعة والنظام

من هنا المهره المعزة والكرم

حوف خضراء سهلها وجبالها

عشق للغيضة وفي نشطون جم

في هواها القلب متولّع وهام

دام عزك يا بلادي عَالدوام

همّنا واحد هدفنا ارتسم

بالعزيمة با نشيد أركانها

نرفع الراية ورفرف يا علم

فوق إقليم المحبة والسلام