هيئة التحرير
عن الصحيفة
إتصل بنا
الرئيسية
أخبار عدن
محافظات
تقـارير
اليمن في الصحافة
حوارات
دولية وعالمية
شكاوى الناس
رياضة
آراء وأتجاهات
هيئة التحرير
عن الصحيفة
إتصل بنا
أخبار وتقارير
تكليف عبد السلام السلفي رئيسًا تنفيذيًا للشركة اليمنية للاتصالات الدولية( تيليمن) ...
وفيات
آلـ عاطف الشرفي يعزون الـ الوالي بوفاة الحاج محمد أحمد الوالي ...
مجتمع مدني
جمعية التراحم النسوية التنموية الخيرية في لحج تنظم ندوة توعوية عن وباء الكوليرا ...
أخبار عدن
مجلس شبوة الوطني العام يشارك في لقاء رئيس مجلس الوزراء مع الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية ...
رياضة
الأمين العام لملتقى الساحل الرياضي بشبوة: النجاح هو ثمرة تعاون وتظافر جهود جميع منتسبي الملتقى ...
أدب وثقافة
( ارحلي ) قصيدة ...
أخبار المحافظات
فتيات مأرب تدرب طالبات جامعة إقليم سبأ في مجال التوعية بمفاهيم السلام ...
أخبار عدن
دائرة التدريب والتأهيل باتحاد طلاب جامعة عدن تناقش خططها التطويرية للفترة المقبلة ...
راديو عدن الغد.. للإستماع اضغط هنا
آخر تحديث :
السبت-27 أبريل 2024-11:53م
آراء
العبور الى غزة
الإثنين - 08 يناير 2024 - الساعة 12:45 م
بقلم:
احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب
في الصباح الباكر وقبل أن تفرط الشمس أشعتها الحارة ، توقفت الحافلة عند النقطة الاولى لمعبر الدخول الى غزة ، عشرون عاما مضت منذوا أن غادر أياد غزة ، هي المرة الاولى للعودة الى مهد الصبأ ، كان أياد مغمضا عينيه مطبق جفنه ، وقد داعبه الشوق والحنين الى حضن أمه الى بيته وطنه ، أقتربت المسافة ولم يعد بينه وبين غزة سوى الخروج من هذا الحاجز المغلق في المعبر ، زحمه كبيرة وعشرات الحافلات تقف طابور طويل عند الحاجز ، علق أحد الركاب ساخرا من هذا الازدحام ومماطلة وتعسف جنود الاحتلال قائلا هنا يتوقف الزمن ، عاد أياد الى وضعه مغمض عينيه ومطبق جفنه ، استعاد من مخيلته صورا قديمه له في غزه ، تحت شجرة الزيتون كنا صغار نلعب في دائرة ثم ندور مرات ومرات ، مثل حمار عمي زهير وهو يدور ويلف على الجاروشة كسارة حبات الزيتون ، لازال أياد مغمضا عينيه للحظات ثم تتحرك جفنه لتنفتح قليلا ، ثم يعادو أغلاقها مستلهما منها القليل من الاشياء التي لا زالت تختبئ في ذاكرته ، يترأئ له عمق الماضي في قريته الصغيرة في غزة ، تحت شجرة الزيتون في حوش البيت القديم ، حيث كنا نجلس تحت ظلها متعبين مرهقين من الدوران ، حتى تهب علينا نسائم البحر، ترفرف خصائل شعرها المنكوش فوق صدرها الذي لم ينبث فيه حبات الرمان ، يعود عمي زهير من المعصرة ممتطيا حمارا كان لونه غريبا لم يكن أسودا ولا ابيضا ، كان رمادي مثل لون الضباب عندما تذهب الشمس بعيدا خلف السياج المحيط من مزرعتنا ، عندها ينزل الماء من تلك الغيمة السوداء فوقنا ، نجلس تحتها ونطرطش بالماء الراسب تحتها ، فتطل علينا عمتي تصيح فينا غاضبة وبيدها غصنا طريا من شجرة الزيتون تلوح به أشارة منها بالضرب ، أدخلوا يامفاعيص البلاء لتصابوا بالحمى والبرد .
يمضى النهار بطيئا يسحب معه قرص الشمس الوهج ، فيعقبه الليل بظلامه السديم في هذا الحاجز الملعون الذي يفصل غزة عن العالم ،ضجر أياد من جلوسه منتظرا فوق الحافله ، منذوا ساعات قرب الحاجز الأمني في المعبر ، وهو مغمضا عينيه مطبقا جفنه عليها و يحدث نفسه ، يالها من رحلة طويلة قبل يومين فقط كنت في مطار الرياض ، كلهم طلبوا مني ذلك أبي وأمي وعمي وعمتي في غزة ، لم اعد أذكر الكثير من ملامح وجهها ، لكني لم أنسى عيناها العسليه كان مثل لون شعرها الاصفر البني الداكن ،كنا صغار ونحن نستبق ونجري الى المزرعة ، غابة كثيفه من أشجار الزيتون ذات أوراق مستلقية تبللها زخات تهطل من السماء ، كما تبلل شعرها البني فيميل على كتفها وتلتصق خصلات شعرها الناعمه على خدودها المحمره ، فتبدوا مثل حورية جأت من البحور السبعة .
توقفت الحافلة أمام الحاجز في المعبر ، أسلاك شأئكه وتحصينات الجيوش المتحاربة ، تفتيش دقيق ومرهق من أفراد جيش الاحتلال ، كلاب مدربة يتبعها الجنود تتشمم المبعدعين عن غزة ورجال المقاومه ، لازال الحصار قائم منذوا سنوات الكل يدخل بتصريح ويخرج بتصريح ، أن تعود الى بيتك الى اهللك وبلدك الى ارضك التى نشأت فيها ، تحتاج منهم إلى أذن دخول وتصريح ، مغلوبين على أمرنا نموت فيها كل يوم ، كما نحيا فيها كل يوم ، لم تعد أصوات القنابل والصواريخ تفزعنا ، تمر علينا كصواعق الشتاء حين ينهال المطر فوقنا ، كنت أكتم الأنفاس وأنا في حضن أمي ، فأسمع وقع خطوات الاقدام الحديديه تجوب في غرفنا ، تفتش تحطم كل شئ يتركون الخراب بعدهم ، يحدث هذا في الحرب لكن غزة كل يوم حرب هي دائما حرب لاتتوقف ، قدرنا أن نولد ونعيش ونموت في الحرب ، ممزقين مبعدين وأشلاء مبعثرة على الارض ، لكننا نعود نحيا كل يوم وكأن الارض تنبت أبنائها من جديد .
عدل أياد من جلوسه ودنئ براسه من زجاج النافذة، سمع صراخ الاطفال ونساء يبكون ويتشاجرون مع عسكر الاحتلال ، رأى منظرا مقززا الى نفسه عائلة كامله بنسائها وأطفالها ينزلون من الحافله ، بكاء النساء وعويل ألاطفال وصياحهم لن يجدي نفعا أمام عسكر الاحتلال، ربما لم تكتمل الاوراق الخاصة بهم وتصاريح الدخول لديهم ، أو أن أسم العائله من أسماء المبعدين عن غزة ، لا أعرف كيف يبعد المواطن عن وطنه لمجرد أنه أحب وطنه ، نظام قمع جديد أستخدمته سلطة الاحتلال في غزة ووافقه العالم فيه ، هكذا هم يشكون في كل شئ الخوف يهزمهم ، ولا شئ غير الخوف يهزمهم .
عاد أياد واغمض عينيه وأطبق جفنه ، ياترى كيف أصبحت ألان بعد كل هذه السنوات، هل نضجت حبتي الرمان في صدرها ، وتفتح جسمها الناصع البياض ولون شعرها الذهبي هل لازال مثل لون عينيها العسلية، اتذكر ابتسامتها العذبة تسحرني وهي تقضم حبة الزيتون بفمها الصغير ، من يبالي ألان أن كنا مغرمين أو لا ، لقد مضت سنوات طويله منذوا أفتراقنا ، من يبالي رغم الحرب التى لم تتوقف رغم الجروح والحزن الدائم لازلنا في انتظارها ، ذهبت السنوات ومضت ألايام معها ولازالت أيام العرس في غزة هي هيا كنت أفرح واشدوا الاهازيج معها فهي لم تنتقطع أبدا ، ترقص النساء الدبكه كنا يقفن في صفا واحدا ملتحمات الايادي يظربون ألارض بأرجلهن ، نحن هنا فتستجيب الارض لهن .
كان صوت الكلاب أهوج وقوي ويسعر كأنها قادمه الى معركه ، فتح أياد عينه المغلقة رأى الجنود يصعدون الحافلة يتقدمهم الكلاب المدربه ، أمرنا الجندي الاسرائيلي الواقف في الباب الخلفي ، أن ننزل واحدا تلوا ألاخر دون ألامتعه والحقائب عدأ جوازات السفر وتصاريح الدخول فقط ، ما أن نزلنا من الحافلة ركضت الكلاب تطوف وتجوب حول الحقائب والامتعة، بينما نحن تحت وقفنا في طابور طويل للتفتيش جسماني دقيق ، بعدها لم يتركونا نمضي الى الحافلة ضللنا واقفين أكثر من ثلاث ساعات ننتظر، لم يتركوا مسمارا في الحافلة حتى تحشر الكلاب أنفها فيه ، وتنزل وتطلع بحثا عن أي شئ يخالف قوانينها ونظامها ، أرهقنا وتعبنا من الوقوف فجلست النساء والاطفال على الارض ، فجاء الجندي الإسرائيلي مشيرا بيده الى أياد طلب جواز السفر والتصريح ، ناوله أياد جواز سفره وتصريح الدخول ، سمح للبقية الركاب بالعودة الى الحافلة فردا فردا ، كنت منهكا متعبا من الوقوف ، حتى عاد الجندي مرة أخرى أشار بيده الى أياد بأن يتبعه ، قال له الجندي ألست أنت الكاتب أياد ، نظر أياد اليه متعجبا اليه ، قال الجندي لايمكنك الدخول الى غزة .. أنت من ضمن المبعدين من الدخول الى غزة .
تابعونا عبر
Whatsapp
تابعونا عبر
Telegram
صحيفة عدن الغد
صحيفة عدن الغد العدد 3171
كافة الاعداد
اختيار المحرر
أخبار وتقارير
برقية رسمية تحذر من نفاد الغذاء الخاص بقوات الجيش وتخلي مسوؤ ...
ملفات وتحقيقات
مجد تليد وتاريخ مجيد.. مرور ثمانية أعوام على مأثرة حضرموت ال ...
أخبار وتقارير
الدخان يتصاعد من داخل جامع الصالح بـ صنعاء (صورة) ...
أخبار وتقارير
صورة نادرة لأشهر صانع حلويات في اليمن ...
الأكثر قراءة
أخبار عدن
اعتقال الشيخ مهدي العقربي.
أخبار وتقارير
قوات درع الوطن تتسلم جبهات القتال شمالي لحج .
أخبار عدن
ضبط شخص يتعاطى ويحوز المخدرات بكريتر.
أخبار وتقارير
تقرير يكشف عن عدد ضحايا "القات" في اليمن.