آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

في وطني الاطفال ينتظرون فتات الخبز في المطاعم

السبت - 06 يناير 2024 - الساعة 09:08 م

محمد علي الطويل
بقلم: محمد علي الطويل
- ارشيف الكاتب




في وطني الجريح اجبرت الظروف القاسية كثير من الاسر الشريفة إلى التسول  بعد ان خذلتهم السلطات واوصدت المنظمات الانسانية ابوابها في وجوههم فالقصص المعبرة عن حال البلد الذي لايحسد عليه كثيرة لكني وددت الكتابة على قصة حدثت امام  ففي صباح اليوم السبت تاريخ ٦-١-٢٠٢٤م قصدت انا واحد اصدقائي احد المطاعم الشعبية في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين وبعد جلوسنا واثناء تناولنا لوجبة الفطور وقبل الانتهاء منها بلحظات  اقبل الينا طفلين ( ولد و بنت ) لايتجاوز عمر كل منهما الحادية عشر من عمره  وطلبا منا طعام نظرت إليهما وسمحنا لهما بالجلوس وتناول الطعام واذا بهما جلسا واخرج الطفل كيس من حقيبته ( جيبه ) وسكب الفاصوليا فيه وبقيا يتناولان فتات الخبز على ماتبقى من الفاصوليا في اناء المطعم اي ( كف المطعم ) ونحن ننظر إليهما بنظرات الالم والحسرة 
قال الطفل لاخته التي تبدو اصغر منه سنا بلهجة عامة ( هيا بانوكل في البيت )
 بادرت انا بسؤاله فين بيتكم؟ 
 رد علي هناك وكان يشير بيده باتجاه  مسجد جنيد المقابل لفرزة عدن .
فقلت له يعني بيتكم هناك ؟
 اجاب بيتنا في باجدار قاطعته وقلت له يعني اهلك هناك وانا اشير إلى الاتجاه الذي اشار لي إليه ؟ 
قال ايوه وحينها ادركت ان لديهما اهل ينتظرونهم وينتظرون ماسيأتون به لسد جوعهم فكم هي محزنة هذه القصة ومؤلمة بالنسبة لمن يشعر بالاخرين ويقاسمهم المعاناة 
الناس في وطني الجريح يريدون ابسط حقوقهم المشروعة المأكل والمشرب والمسكن وهي حاجات البقاء الاساسية ومع الاسف لم ينالوها في بلد متشظي ينخر مؤسساته الفساد ويعمل غالبية مسؤوليه على تطوير الذات  ان لم يكن جلهم .
وفي ختام هذا الطرح المتواضع يحز في نفسي دعوة الجميع لتفقد جيرانهم ومطالبة اصحاب القلوب الرحيمة مساعدة المحتاجين فلم تخرج تلك الاسر الشريفة إلى الشوارع للتسول إلا من فقر وجوع 
وينبغي على إئمة المساجد حث الناس على الخير والتعاون ومساعدة المحتاجين كون رسائلهم اكثر تأثير والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه .

محمد علي الطويل