آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:39ص

حرب البحار والمحيطات ..ماهي مالاتها المتوقعة؟

الإثنين - 01 يناير 2024 - الساعة 08:07 م

باسم الشعبي
بقلم: باسم الشعبي
- ارشيف الكاتب


لا يعتقد البعض ان الحرب الدائرة في البحر الاحمر والممتدة حتى المحيط الهندي، بين جماعة انصار الله الحوثين وتقف خلفهم ايران،  وبين الغرب بقيادة امريكا وبريطانيا، انها سوف تحسم بسهولة وبيسر، او بمجرد قيام البوارج الامريكية والبريطانية بضرب اهداف حوثية او مصالح في الداخل اليمني، سيما وان الامور بدات تتخذ منعطفا خطيرا بعد اغراق احدى البوارج  الامريكية امس الاحد ثلاثة زوارق حوثية من اصل اربعة هاجمت سفينة دنماركية، يقول اعلام الحوثي انها كانت متجهة الى احدى الموانئ الاسرائيلية، واسفر الهجوم الامريكي عن مقتل عشرة جنود حوثين كانوا على متن الزوارق الثلاثة الغريقة.

بعد حادثة الامس المشار اليها انفا، تطور الموقف، فالادارة البريطانية اعلنت بكل صراحة عن عزمها توجيه ضربة للحوثين لردعهم وايقاف نشاطهم العسكري في اهم الممرات البحرية في العالم، والذي قال وزير الدفاع البريطاني انه يؤثر على الداخل البريطاني، لكن بريطانيا كما يبدو ارادت انضمام دولا غربية واوربية اليها، فجات الموافقة الامريكية متاخرة بعد تردد امريكي طويل خلال الاسابيع الفائتة، بالاضافة الى انضمام المانيا ايضا، في الجانب الاخر اسفرت التحركات الحوثية باتجاه طهران عن ارسال ايران صباح اليوم لبارجة عسكرية حربية جديدة للبحر الاحمر في نوع من التحدي كما يبدو للغرب، وفي دعم وتطمين لانصار الله الحوثين الذي يبدو انهم مصرين على مواصلة هجماتهم على السفن التجارية الاسرائيلية والمتجهة اليها، في عملية ضغط مستمرة يقولون انها تاتي دفاعا عن غزة وانتصارا لها.

في الواقع ان الصدام الاكبر اذا ما حدث وتم توجيه ضربات للجماعة الحوثية او للداخل اليمني، فانه لا يمكن بعد ذلك التكهن بمآلات المعركة، قد تتوسع بصورة اكبر، وهذا قد ما لا تريده امريكا حاليا الغارقة في اكثر من مستنقع، اما اذا كانت بريطانيا وامريكا مثلا تعتقدان ان ما يحدث من قبل الحوثين وايران في البحر الاحمر هو الفرصة المناسبة التي تم انتظارها طويلا لاعادة السيطرة على اهم الممرات والمواقع البحرية الاستراتيجية والتي تمكنهما من اعادة السيطرة على حركة الملاحة البحرية بين الشرق والغرب، وذلك من خلال السيطرة على باب المندب والبحر الاحمر وخليج عدن، فضلا عن السيطرة على جزيرة بريم او ما تعرف بميون المشرفة على باب المندب والبحر الاحمر، وايضا السيطرة على جزيرة سقطرى المشرفة والمطلة على المحيط الهندي وخليج عدن والبحر العربي، وهما اهم جزيرتان يمنيتان تمنحان من يسيطر عليهما القدرة على الاشراف والتحكم بحركة الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الاحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر العربي، اي على اهم واكبر الممرات البحرية التي تتحكم بثلث التجارة والاقتصاد العالمي ان لم يكن اكثر.

وهناك كما يبدو جليا مخاوف يمنية كبيرة من ان تقود هذه الاحداث في الممرات الدولية والمياه اليمنية  الغرب للسيطرة على اليمن من البحر والممرات والجزر المذكورة، وربما يتطور الموقف الى سيطرة برية ايضا لحماية التواجد البريطاني الامريكي الجديد في البحر الاحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، من خلال تواجد رمزي في عدن والمكلا والمخا والحديدة، وذلك في ظل حالة الشتات والانقسام اليمني اليمني، وفي ظل انشغال روسيا بحربها مع اوكرانيا، واشغال الصين بتايوان وملفات اخرى، وفي ظل صمت مصري سعودي اماراتي خليجي.

لكن في واقع الامر وكلنا يعرف ان لعاب الغرب وغيرهم يسيل مدرارا على اليمن وموقعها الاستراتيجي والجيوسياسي، وعلى ثرواتها الكبيرة المكتشفة وغير المكتشفة، لاسيما في الجنوب، وتعد هذه الفرصة امامهم كما يبدو هي المناسبة للانقضاض عليها، وتحقيق اهداف اسرائيل القديمة الجديدة بالسيطرة على هذه المنطقة التي تعتقد وفقا لنبؤات دينية انها تشكل خطرا على وجودها في ارض فلسطين المحتلة، وعلى هيمنتها وتفوقها في منطقة الشرق الاوسط،  لكن كما تشير الوقائع والاحداث التاريخية فان اليمن لن تكون لقمة صايغة، وهي مقبرة الغزاة على مر التاريخ القديم والحديث، وان اي محاولة اسرائيلية غربية من هذا النوع تجاه اليمن ربما تفجر حربا كبيرة وواسعة بحرا وبرا، قد تكون بداية النهاية للهيمنة الامريكية في المنطقة، وبداية النهاية للاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطين العربية.

فلا تعتقد امريكا واسرائيل ان اليمن الضعيف والممزق اليوم، والذي ساهمت دول شقيقة وغيرها فيما حدث له خلال السنوات العشر الماضية، قد يفتح ذراعية لاستقبالهم بالورود، بل بالعكس قد يؤدي ذلك الى توحد الشعب اليمني باكمله خلف الحوثي او خلف اي كائنا كان لمواجهة الغزو الجديد واذنابه في الداخل والمنطقة، وتحول البر والبحر الى باروت محرق للجميع.