آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-12:33م

الراقصون على الجراح

الأحد - 31 ديسمبر 2023 - الساعة 01:07 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


كذبتم يامن تحتفلون برأس السنة الميلادية الجديدة! يامن ترفعون الشجرة المثمرة، وتتهادون بالوردة العطرة، بل وجففتم مراكز بيعها، وجردتم الحدائق من أزهارها، حتى تظهرون الجمال المزيف، كي تخفون خلف تلك الاحتفالات ؛ جثث الأبرياء حول العالم!
وكذب صناع القرار عندكم، ورجال المراكز الاستراتيجية من المحللين والمقربين للصورة القبيحة لكم، الواضحة كوضوح الشمس.
وخاب من خلفهم الجالسين معهم على جماجم الشعوب المقهورة .
لقد أقتنع العالم ، بكذبكم  وسار خلفكم ، ولم يعي أي إهتمام بالضحايا في فلسطين و اليابان وفيتنام وماتعملونه بأفريقيا بأخذ ثرواتها وتركتموهم للمجاعات ودعمتم الدكتاتوريات في بلدانهم وتركتموها للتخلف والحروب الأهلية ودعمتم تلك الفصائل المتناحرة ووو...
وصدعتم العالم بالقرارات من مجالسكم المتعددة للحقوق والحريات، والتي أصبحت كهرية كوجوهكم القبيحة، تفوح منها روائح الدم التي تديرونها ...
وما مجلس الخراب الدولي والذي فيه اليد الطولى لكم من إدارة الصراع حول العالم لمصالحكم وليس كما تعلنون للسلم الدولي...
إن ما يحدث في فلسطين وغزة اليوم خصوصاً ، كشف زيفكم عندما وقفتم جميعكم وفي كل المحافل، بل ووصل الأمر بكم أن تديرون غرف العمليات العسكرية، وانشاء جسور جوية سريعة تنزل القنابل وأسلحة التدمير الشامل في كل لحظة، كي تقتلون الأطفال والعجزة والنساء ، وتهدمون بها البيوت على ساكنيها...
ياللعار عليكم وعلى من يصدقكم وعلى من يحتفل معكم أيها الإرهابيون ، نعم لقد قتلتم ملايين من البشر بحروب تقودها أطماعهم التي لا تنتهي...
فكيف وقد وصل خداع الشعوب الى أنشأ منظمات تعمل ليل ونهار على تلميع أجسادكم الممتلئة بالدماء والأسلحة القذرة...
إن أجمل ما تتصفون به اليوم  من سلوك قبيح تجلى في مجلس الأمن الذي تسيطرون عليه وترفعون الأيادي البيضاء المنادية بالحرية والديمقراطية والعدالة، وكذبتم أيها الذئاب!
بل ووصل بكم أن تتباركون بعيد رأس السنة وشهرها الأول الحرب على العراق حتى مات أكثر من عشرة مليون طفل، بسبب الجوع والمرض، نتيجة الحصار الذي فرضتموه. فأين هي الرحمة منكم؟ وكيف تستطيعون الإحتفال وتشعلون الشموع؟
هذا هو ديدنكم وهذا هو سلوكهم المنحرف على مر العصور...
وما تلك المواثيق، التي لاتلقون لها بال عندما تكون القرارات عليكم...
ألم ننظر إلى مجلسهم الاسود قبل أيام، ترفعون الفيتوا ضد الأمم من أجل حياة أفضل وأكمل، لا بل لوقف الحرب التي تقودونها على بقعة من الأرض بها أكبر تجمع بشري في (غزة) وتجدهم يتبادلون الأدوار فينطلق فريق المعارض ـ الحمائم ـ ويقف أمامه الصقور، ويتبادلون الأدوار كي يفتحوا أبواب جديدة من إدارة الصراع المستمر ، ويزرعون في البلدان المنافقين كي يسيطرون على تلك الشعوب بتلك الجيف من خلال اليد المخفية والتي تزرع المنافقين وتبحث عن الساقطين وترعاهم وتسلم لهم كل القوة، حتى يستمر امتصاص الثروات ومن خلال تلك الأصنام الخشبية يتم امتصاص الصدمات والثورات التي تقوم على مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية، وتطالب بالعيش الكريم، ويتم إخماد هؤلاء الرجال والجماعات من خلال تلك الجيف التي فرضت على الشعوب، حتى جعلوا منا ـ قطعان ـ في زرائب تنتظرهم حين يجودون علينا بعلف من حدتئق منازلنا، وهكذا تستمر دورة الاستبداد في هذا العالم....