* - الله يرحم الطفلة (سالي) ، ويجبر كسر أسرتها، فكم ضحية بريئة، وكم برميل زبالة في سلطة هذا الوطن ؟!.- كلنا شاهدنا سقوط برميل الزبالة على جسد الطفلة (سالي) الصغير، وصرعها بقسوة ، عندما كانت تحاول أن تتشعبط بالحياة، وتستجدي بقايا كسرة خبز ميته.- زلزلنا الحدث، ولكن لا أحد فتش عن الموجودين بين الزبالة نفسها، ربما أكتشفنا نفايات سلطة، وبقايا قيادة متعفنة.- اللهم لا اعتراض .. لن نرد القضاء، و القدر ، ولكن كم ضحية لجريمة نعلم مرتكبيها ، ولم نحاسبهم، وكم وجوها علينا البصق عليها.- بشهادة عيون النهار ، كانت الطفلة وحدها وجوعها، وكان مسرح الحادثة خالي من أي مذنب غير الحاوية الحديدية.- لكن من منا لم تشارك سلبيته بقتل الطفلة (سالي)، وغيرها كثير ، يجوعون بصمت، ويموتون بصمت، ولم تسجل الكاميرة مقتلهم.- في غفلة من الزمن ، تسلط علينا كم من صنم ، وأمسوا هم الوطن، فلا تبتئسوا أن صنعوا الموت على قارعة الطريق ، وحاكوا لنا الكفن، فالشعب ليس أكثر من ضحية لزبالين هذا الوطن.- قرروا أن الحياة الكريمة لا تنبغي لضعيف ، وقد يكون طغيانهم مصيبا، فهل رايتم (نعجة) تنتفض أو تسأل، لماذا تكون هي الفريسة ؟!. - مواقف كثيرة لم يعد مخنا يستوعبها، فحتى من اخترناهم ، لا نعلم أن كانوا تعهدوا على تحرير كرامتنا أم سحقها !، وهل لأبد أن نموت لكي يعيشوا ؟.- السلطة مثلها كمثل الذبابة، لها رسم يشبه العينين، ولكنها لا تبصر ، وتجذبها الرمامة، والفسالة !.- إذا مات الفقير ،والعزيز الشريف ، تنعاه السماء، وأهله ، وأن لقى قائدا ولصا كبير نحبه ، يحف الوطن، وجماهيره الغفيرة جثمانة، ويسيروا خلفه رهطا وراء رهط، ليواروا جيفته الثرى !.- لا نحتاج رثاء، وشفقة ، بل عدالة، وكرامة، فالوطن الذي يكرم الجيفة، العيش فيه لعنة، والتضحية من أجله مغامرة.- في سوق هذه السلطة، المواطن بلا قيمة، وإذا لم نغير كابوسهم ، سنصبح كل يوم على كارثة، ونمسي على جريمة ، فاليوم (سالي) الضحية، وقبلها كثير ، وربما غدا أنا أو أنت، وطفلك أو أبني !.- ياسر محمد الأعسم